مخاطر الفتن

منذ 2014-05-21

هل يمكن لحدث مصطنع كالذي تسبّبت فيه أطراف الفتنة أن يجعل من أولويات مجتمعنا اليوم إرضاء أهواء فئة وترضية رغبات قلّة أثبتت التجربة تلاعبها بمصالح الناس؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

الخطبة الأولى:
الحمد لله عزّ وجلّ، يراقب ويحاسب، ويثيب ويعاقب، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور {لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [إبراهيم:51].
أحمده حمدا لائقا بجلاله، وأشكره شكرا يستدرّ غزير أفضاله، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، عزّت النفوس بطاعته، وخضعت الرّقاب لعظمته {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} [طـه:111]، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، صلى الله عليه وعلى آله نجوم المهتدين، ورجوم المعتدين، ورضي الله عن صحابته الأبرار الذي قاموا بحقِّ صحبته، وحفظِ شريعته، وتبليغِ دينه إلى سائر أمَّتِه.        
أمّا بعد، فيا أيّها المؤمنون الكرام، يقول الحقّ تبارك وتعالى في محكم تنزيله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب:70-71]، ويقول أيضا: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ . ‏وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلهِمْ فَليَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ‏الكَاذِبِينَ} [العنكبوت:2-3] {وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً} [المائدة من الآية:41،]. 

فما الذي يدعونا إلى التذكير بمخاطر الفتن اليوم؟ وما المغزى الذي يمكننا أن ندركه من الوقوف عند هذه المخاطر في ظروفنا الاجتماعية والسياسية والأخلاقية والاقتصادية من المنظور الإسلامي؟ 

الفتن هي: الابتلاء والامْتِحانُ والاختبار، والفاتِنُ: المُضِلُّ عن الحق. وهذا يعني أنّ الفتن لها أثر كبير في حياة الأفراد والمجتمعات، ومن هذه الفتن وأَشدِّها خطراً على الأفراد والمجتمعات دفعُ الناس نحو الصراعات وبثُّ الشكوك في صفوفهم ابتغاء الاضطراب وفساد ذات البين، وذهابُ الأمن وتعطيلُ مصالح الناس على أيّ نحو كان وبأيّ طريقة، أفليست هذه حال البعض من توجّهات الإعلام اليوم المقروء والمسموع وخصوصا المرئي؟ ألا ترون وتسمعون من الأخبار والدعايات والتهويل والبحث عن وسائل الاحتقان ما يجعل وسائل الإعلام مصدر تأجيج الفتن وشهادة الزور ونشر الأكاذيب؟ ألا تعمل العديد من المنابر الإعلامية على جعل الحقّ باطلا وجعل الباطل حقّا وقلب الخير شرّا وقلب الشرّ خيرا بما يسبّب طمسَ القيم؟ وإلاّ كيف نفسّر رفع الكثير من الأطراف ضربا من التحدّيات الخاوية لأهداف تافهة وعقيمة لا تنهض بالمجتمع بقدر ما تربكه وتنشر الفرقة فيه؟ ولا نريد الوقوف عند من يختفي وراء الأحداث والاضطرابات التي باتت مفضوحة ومتكرّرة إلى حدّ أصبحت فيه سيّئة الإخراج، كما لا نريد التغاضي عن التذكير بأنّ هؤلاء هم أنفسهم من أصرّوا على تضييق الخناق على القيم الإسلامية تحت عنوان العلمانية، وما انفكّوا يدافعون عن قيم الإباحية باسم الحرية والقيم الغربية باسم الحداثة. هؤلاء هم اليوم من يواصل السير على المنوال نفسه باللجوء إلي الكذب المفضوح، والحيل الخبيثة الرخيصة المكشوفة من وراء ستار الإعلام الذي صار مفخّخا وفي منتهى الإبهام. وإلاّ كيف يبيح لنفسه معاقبة شعب بأسره بمنع الخبر الحقيقي عنه والتستّرِ على صنّاع الفتن؟ جاء في سنن أبي داوود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَتَكُونُ فِتْنَة صَمَّاء بَكْمَاء عَمْيَاء, مَنْ أَشْرَفَ لَهَا اِسْتَشْرَفَتْ لَهُ وَإِشْرَاف اللِّسَان كَوُقُوعِ السَّيْف» (أبو داود)، وهذا ما يطابق حالنا اليوم بالنظر إلى ما نسمعه ونراه، فلا يتبين فيها وجهُ الحق، بل هي مظلمة من كل وجه؛ يعني: ليس فيها منفذ لهدى واستقامة وتوادد، صماء، بكماء، عمياء، لا يهتدي فيها إلى خير ولا صواب.

أيّها المؤمنون الكرام، الحذر،الحذر. الفطنة، الفطنة، تحسّبوا من الانسياق في درب صانعي الفتن، من الإعانة في هذه الفتن بالكلام. فأهل الأهواء والفرقة إذا استحكمت فيهم أهواؤهم لم يبالوا بشيء ولا راجعوا عقولهم مراجعة من يتّهم نفسه ويتوقف في موارد الإشكال كشأن المعتبرين من أهل العقول، فهم  يتحيّنون الفرص لبث دسائسهم ومكائدهم في صفوف المسلمين. 
أيّها المؤمنون، كلّنا يخامره السؤال نفسه: هل إنّ من يريد الخير لهذه البلاد ولسائر العباد يرضى بهذا الذي يقع؟ هل يمكن لحدث مصطنع كالذي تسبّبت فيه أطراف الفتنة أن يجعل من أولويات مجتمعنا اليوم إرضاء أهواء فئة وترضية رغبات قلّة أثبتت التجربة تلاعبها بمصالح الناس؟ لكن أين هم من الله؟ هل غاب عنهم أنّ المؤمن يُبتلى في نفسه وأمنه وماله ودينه فيتقوّى إيمانه وتتعزّز ثقته بالله؟ يقول تعالى: {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ} [الرعد:17]، ومثلما أنّ الماء النازل من السماء يحيي به المولى الأرض الميتة ، فإن الله عز وجل ينزل على القلوب الميتة ما يحييها وينبّهها من غفلتها؛ لذلك لا يمكن أن نعتبر الابتلاءات والمحنَ والفتنَ خالية من النفعٌ، بل نفعها كبير لتقوية الإيمان وتطهير القلوب من أدران التواكل واللامبالاة والنسيان. 
ذكر بعض الدعاة واقعة مرّت به تفسّر لنا المغزى المطلوب، قال: قلت لرجل تعوّد شرب الخمر: ألا تتوب إلى الله؟ فنظر إلىّ بانكسار، ودمعت عيناه، وقال: ادع الله لي، تأملت في حال الرجل، ورقَّ قلبي. 
إن بكاءه شعور بمدى تفريطه في جنب الله، وحزنه على مخالفته ورغبته في الاصطلاح معه، إنه مؤمن يقينا، ولكنه مبتلى! وهو ينشد العافية ويستعين ني على تقريبها. 
قلت لنفسي: قد تكون حالي مثل حال هذا الرجل أو أسوأ صحيح أنني لم أذق الخمر قط، فإن البيئة التي عشت فيها لا تعرفها لكنّي ربما تعاطيت من خمر الغفلة ما جعلني أذهل عن ربي كثيراً وأنسى حقوقه، إنه يبكي لتقصيره، وأنا وأمثالي لا نبكي على تقصيرنا، قد نكون بأنفسنا مخدوعين. وأقبلت على الرجل الذي يطلب مني الدعاء ليترك الخمر، قلت له تعال ندع لأنفسنا معا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف من الآية23]. 
باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم، وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم، أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ فاستغفروهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لله الْعَلِيمِ الْحَكِيمِ، لَهُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلَى خَلْقِهِ، وَلَهُ الْحِكْمَةُ الْبَاهِرَةُ فِيْ أَمْرِهِ، لَا يَقْضِي قَضَاءً لِعِبَادِهِ المُؤْمِنِيْنَ إِلَّا كَانَ خَيْرَاً لَهُمْ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ غَيْرِهِمْ، نَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَى وَأَعْطَى، وَنَشْكُرُهُ عَلَى مَا كَفَى وَأَوْلَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير. وَأَشْهَدُ أَنَّ سيّدنا ومولاناُ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله بعث لمحاربة الرذيلة وإحياء الفضيلة {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [المؤمنون:73]. صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحابته الذين اهتدوا بهديه فسعدوا، ووقفوا عند ما رسم لهم ففازوا. صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ.

أمّا بعد فيا أيّها المؤمنون الكرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اَللَّهَ زَوَى لِي اَلْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ اَلْكَنْزَيْنِ اَلْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ». قَالَ اِبْنُ مَاجَهْ: يعني اَلذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ «وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَلَّا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَأَلَّا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ, فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ, وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إني إذا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ, وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَلَّا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ, وَأَلَّا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ, فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ, وَلَوْ اِجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا،أ َوْ قَالَ: مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا،وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا» (مسلم).
فالرسول صلى الله عليه وسلم يحذّرنا من مصاب هذه الأمّة وينبّهنا من الأخطار المحدقة بها من الخارج والداخل، لكن استباحة البعض ممّن في الداخل لأمن الناس وإشاعة الفتن في صفوفهم أشدّ خطورة، وأفضل ما يمكن الاحتكام إليه عندئذ هو العلم والإيمان أو كما أخبر شيخ الإسلام ابن تيمية: العلم والصبر.
إنَّ عامة الفتن التي وقعت من أعظم أسبابها قلةُ الصبر إذ الفتنة لها سببان: إمّا ضعف العلم، وإمّا ضعف الصبر، فإنّ الجهل والظلم أصلُ الشر، وفاعل الشر إنما يفعله لجهله بأنّه شر، ولكون نفسه تريده، فبالعلم يزول الجهل، وبالصبر يُحبسُ الهوى والشهوة، فتزول الفتنة. 

فما نحن فاعلون في مثل هذه الظروف؟
يقول عزّ من قائل في محكم تنزيله: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} [الرعد من الآية:17]، عندما ينزل المطر من السماء، يغسل الأرض، ويتجمع في الوادي ويحمل معه في هذا الوادي الزبد -الغثاء- الذي يطفو على سطح الماء، ويتجمع في هذا الوادي عالياً على الماء. هذا الزبد يكون رابياَ عالياً منتفخاً فوق الماء، ولما كانت الأودية ومجاري السيول فيها الغثاء ونحوه، كما يمر عليه السيل فيحتمله، فإن هذا الغثاء بعد فترة من الزمن يفرقه الوادي، ويقذفه إلى جنبيه، ويتعلق بالأشجار، وتتقاذفه الرياح، فتأخذه، ويظهر الماء في الوادي لمّاعاً صافياً يفيد الناس، فيستقون منه ويرعون.

كذلك العلم والإيمان إذا خالط القلوب، أثار ما فيها من الشهوات، عندما ينزل الماء على الأرض فيسيل، يجرف معه من هذه الأرض كل ما هب ودب من النافع وغير النافع حتى يصير زبداً عالياً فوق سطح الماء، هذا العلم عندما يدخل القلوب، وتخالط بشاشته، فإنه يثير ما في القلب من الشبهات والشهوات، يثيرها لا ليبقيها في القلب، وإنما يثيرها ينفض القلب نفضاً فيثير ما فيه من أمراض الشهوات والشبهات، يثيرها ليقلعها، ويذهب بها حتى يُنقي القلب من هذه الأدران والأخلاق الرديئة، وإذا ذهبت الشهوات والشبهات، يبقى القلب صافياً من كل ما علق به وكدّره، ويبقى هذا القلب فيه العلم والإيمان يفيد الناس تعليماً، ويفيد النفس خشيةً وعملاً وعبادةً وتطبيقاً، كما يفيد الماء الذي بقي في الوادي، فإنه ينبت الأشجار على جنيتي الوادي، ويستقي منه الناس، ويشربون، ويسقون أنعامهم بإذن الله.

السعي نحو معرفة الحقيقة وطلب العلم والصبر على المحن والشرّ مهما كانت أشكاله يمثلان أنجع السبل لمواجهة مكائد كلّ من يريد زرع الفرقة وإشاعة الفتن. واللهَ أسأل أن يهدينا إلى الحقّ وإلى سواء السبيل.

عباد الله أمرنا الله بالصلاة والتسليم على النبي الكريم، فقال عز اسمه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56] 
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبينا محمد، وعلى سائر الصحابة أجمعين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. اللهمّ قنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أحفظنا بحفظك الذي لا يرام، واحرسنا بعينك التي لا تنام، وأحفظ بلادنا من كل سوء وفتنة وبلاء، اللهمّ أَلِّفْ على الخير قلوبنا، واجمع ما تفرق من أمرنا، وأرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، والباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، وأحفظ أولادنا وبناتنا وأهلينا، واحقن دماءنا ودماء المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك أن تُعِزَّ هذه الأمة، وأن تنقِذها من ظلمات الجهل إلى نور العلم، ومن الفقر إلى الغِنى، ومن الذِّلَّة والهوان إلى العِزَّة والكرامة يا ذا الجلال والإكرام. اللهم ولِّ على المسلمين خيارَهم، وجنِّبهم شِرارهم، ولا تجعل لأهل الشر والفساد عليهم ولاية، اللهم أحفظ المسلمين في كل مكان، اللهم إنك تعلم ما يُصيب المسلمين في هذه الأزمان من المِحَن والفتن، اللهم اجعل لهم منها كل مخرجٍ وسبيلاً. اللهم اجعل لهم منها مخرجًا إلى ما فيه صلاحُهم يا قوي يا متين يا رب العالمين. اللهم أحفظ دماءهم، واجمع كلمتهم على الخير والهدى، واعصِمهم عن كل من يريد إفساد حياتهم، وأوضاعهم. اللهم أصلِح أوضاعَنا وأوضاع المسلمين، وحقِّق الأمن والاستقرار في رُبوع بلاد المسلمين، واجعل بلادنا محفوظةً بحفظك، يا حافظُ يا عليم. اللهم اشفِ مرضانا، وارحم بفضلك موتانا، وعافنا وعاف مبتلانا سبحان ربك ربّ العزة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.

محمد بن التجاني المدنيني

المصدر: مجموعة مواقع مداد
  • 4
  • 1
  • 19,304

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً