معالم في الدعاء
لكن الدعاء لا بد فيه من الإخلاص لله تعالى وترك مسألة ما سواه من الأنداد، فلا تكون الرغبة في طلب نفع أو دفع ضر إلى أحد غيره، تعالى وتقدس؛ ذلك أن إخلاص الدعاء لله جلَّت عَظَمَته من أعظـم أنواع العبـادة، فوجـب إخلاصه له جل شأنه فلا يُسأل إلا هو وحدَه
مقدمة:
لـمَّا كان الدعـاء يعني انطـراح العبد بين يدي اللـه تعالى لجـأً وافتقـاراً وعجزاً، وسـؤاله له على وجـه الابتهـال في تقديـسٍ وتحميدٍ كان من أبلغ أمارات العبودية وأجلِّ درجات العبادة وأشرف مستويات القرب؛ لذلك أرشد الله تعالى إليه عباده ووفَّق له خاصته من خَلْقِه، فقال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم} [غافر:60]، وقال: {وَإذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ} [البقرة:186]. فـإذا غفـل النـاس عن دعائه جل شأنه وهجروا مسألته في سـاعات الرخـاء وفترات الغفلـة، والتمسـوا القوة والنصرة والحماية في قوى الأرض الهزيلة، فإنهم حين تُلجئُهم الشدة ويضطرهم الكرب، تزول عن فطرهم غشاوة الغفلة، ويرجعون إلى ربهم منيبين مستكينين مهما كانت غفلتهم قبل ذلك، وأيّاً كان جبروتهم ومكابرتهم. قال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْـمُضْطَرَّ إذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ} [النمل:62]. إن هذه الآية لتلمس وجدان البشر خاصة المؤمنين منهم وهي تذكِّرهم بخوالج أنفسهم، وواقع أحوالهم. عندما يضطرون في لحظات الكربة والضيق فلا يجدون لهم ملجأً إلا الله فيدعونه ليكشف عنهم الضر والسوء؛ ذلك أنه حين تضيق الحَلْقة، وتشتد الخنقة، وتتخاذل القوى، وتتهاوى الأسناد، وينظر الإنسان حواليه فيجد نفسه مجرَّداً من وسائل النصرة وأسباب الخلاص؛ لا قوته، ولا قوة غيره تنجده. بل إن كل ما كان يُعِدُّه لساعة الشدة قد زاغ عنه أو تخلَّى؛ وكل من كان يرجوه للكربة قد تنكر له أو تولى. وفي هذه اللحظة لا بد أن تستيقظ الفطرة فتلجأ إلى القوة الوحيدة التي تملك الغوث والنجدة، فيتجه الإنسان إلى الله تعالى ولو كان قد نسيه من قَبْلُ في ساعات الرخاء؛ فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه، وهو وحدَه الذي يجيبه دون سواه، وهو وحدَه الذي يكشف عنه السوء، ويردُّه إلى الأمن والسلامة، وينجِّيه من الضيقة الآخذة بالخناق[1]. فالخلق كلهم مفتقرون إليه يسألونه جميع حوائجهم بلسان الحال، أو بلسان المقال سؤالاً مستمراً، فهو وحدَه الغني سبحانه بذاته، واسع الجود والكرم والإحسان. قال جلَّت عَظَمَته: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْـحَمِيدُ} [فاطر:15].
وفي هذا الإطار أودُّ أن أميط اللثام عن بعض معالم الدعاء...
المعْلَم الأول: تعظيم الله تعالى وإجلاله وخشيته:
ذلك أنه قبل أن تمخر سفينة الداعي عباب الدعاء لا بد أن يستحضر جلالة المدعو وكمـال قدرته وعظمـة سـلطانه؛ فيقدِّم بين يدي دعائه من أصناف تمجيده وحَمْده والثناء عليه بما هو أهله جلَّت عَظَمَته ما يهيئ فواتح الإجابة ومقاليد الرحمة؛ فذلك هو المنهج الرباني الذي علَّمنا القرآن إياه؛ ففي سورة الفاتحة - كما في الحديث القدسي - قال الله تعالى: الحمد لله رب العالمينالرحمن الرحيممالك يوم الدينإياك نعبد وإياك نستعيناهْدِنَا الصِّرَاطَ الْـمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْـمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [2]
هكذا علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كما جاء عن فضالة ابن عبيد رضي الله عنه أنه قال: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُـلاً يَدْعُو فِي صَلاَتِهِ لَمْ يُمَجِّدِ اللَّهَ تعالى وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَجِلَ هَذَا». ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ: «
»[3]وكذلك بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك المنهج في (سيد الاستغفار) الدعاء الجـامع لمعـاني التـوبة المسـتهَل بتعظيـم اللـه تعالى والثناء عليه بكمال أوصافه جلَّت عَظَمَته والمشفوع باعتراف العبد بأضعف حالاته ليبلغ بذلك أقصى غاية التضرع والاستكانة والخضوع لله جل شأنه كما جاء في حديث شداد بن أوس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « »[4].
المعْلَم الثاني: إفراد الله تعالى بالدعاء والاستعانة:
لأن الدعاء هو العبادة، والعبادة لا تُصرَف إلا للخالق الرازق، سبحانه. قال تعالى مبيناً منهج المؤمنين: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5]. قــال ابــن عباس رضي الله عنهما: {إيَّاكَ نَعْبُدُ}: إياك نوحِّــد ونخــاف ونــرجـو يا ربنا لا غيرك. و{وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} على طاعتك وعلى أمورنا كلها. وقال قتادة: يأمركم ربكم أن تخلصوا له العبادة وأن تستعينوه على أموركم كلها [5]. ودعاء غير الله رغم أنه شرك ومذلة فإنه كذلك منافٍ للفطرة التي فطر الله تعالى عباده عليها. يقول جلَّت عَظَمَته: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِـخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم:30].
ثم هـو مُهْوٍ في دركـات جهنم. يقول تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:6] فأمر سبحانه عباده أن يخلصوا الدعاء له وحدَه، ورتَّب الإجابة على ذلك. وبيَّن سفاهة وظُلمَ من يدعون غيره، فقال جل ذكره: {لَهُ دَعْوَةُ الْـحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إلَى الْـمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إلاَّ فِي ضَلالٍ} [الرعد:14]، وقال: {وَلا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإن فَعَلْتَ فَإنَّكَ إذاً مِّنَ الظَّالِـمِينَ} [يونس:106]، وكما جاء في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: « »[6]، وكذلك صححه الألباني)؛ فلا مَعدِل عن دعاء الحي القيوم الـذي أمـر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبلِّغ الداعين قربه جلَّت عَظَمَته منهم: {وَإذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ} [البقرة:186].
لكن الدعاء لا بد فيه من الإخلاص لله تعالى وترك مسألة ما سواه من الأنداد، فلا تكون الرغبة في طلب نفع أو دفع ضر إلى أحد غيره، تعالى وتقدس؛ ذلك أن إخلاص الدعاء لله جلَّت عَظَمَته من أعظـم أنواع العبـادة، فوجـب إخلاصه له جل شأنه فلا يُسأل إلا هو وحدَه. قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60]، وقال تعالى : {وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [الأعراف:92]، وقال تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [غافر:14]؛ فالمؤمن موقن بأنه لا إله يُعبَد بحق إلا الله الخالق الذي بيده ملكوت كل شيء من نفع وضُرٍّ، وعطاء ومنع، ومَنْ يقينه ذلك يلزم أن يخلص الدعاء له وحدَه في كل رخاء يعيشه وكل شدة تَعرِض له، ويعلم أنه إنما قُدِّر عليه البلاء ليدفعه إلى صدق الالتجاء ويوجهه إلى إخلاص الدعاء حتى يفرِّج عنه كربه ويزيل غمه ويوسع رزقه ويرفعه بمصيبته؛ فإنه سبحانه المستحق لأن تتعلق به القلوب صدقاً، وتتجه إليه الأفئدة التجاءً قاطعة أملها من الالتفات إلى المخلوقين؛ فاصدُقوا الله - يا رعاكم الله - في إخلاص الدعاءِ له جلَّت عَظَمَته واجتهـدوا في إظهار الفاقةِ والتضرُّع إليه عز وجل ينجزْ لكم ما وعدكم من الإجابة، فإنه يقول: {وَإذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ} [البقرة:186]. واستجيبوا لأمره فقد ربط إجابةَ دعاء عباده بالاستجابة لأمره، وأخلصوا له فإن الإخلاص إكسير العمل. يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: "لقد دلَّ قوله تعالى: {فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر:65] أن الإجابة مشترطة بالإخلاص" [7].
والإخلاص في الدعاء يستوجب الاعتقاد بأن المدعو هو القادر وحدَه على قضاء حاجة السائل، يقول الإمام القرطبي: "فَمِنْ شرط الداعي أن يكون عالماً بأنْ لا قادر على حاجته إلا الله، وأن الوسائط في قبضته ومسخَّرة بتسخيره، وأن يدعو بنيَّة صادقة" [8].
المعْلَم الثالث: إظهـار الذلة والافتقار إلى الله تعالى والتضرع والخشوع والرغبة والرهبة والانطراح بين يديه، سبحانه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إلَى اللَّهِ} [فاطر:15]؛ ذلك أن العبودية هي الافتقار إلى الله ابتداءً... كما أن الاستعانة هي الافتقار إلى الله انتهـاءً. والافتقار إلى الله تعالى شأنه عظيم؛ إذ هو حقيقـة العبودية ولبُّها فلا يسـقط الافتقار إلى اللـه سبحانه تعالى عن المؤمنين في الدنيا ولا في الآخرة، بل هم في الآخرة أشد افتقاراً إليه وإن كانوا في دار العز لشوقهم إلى لقائه[9]. فبالدعاء تُنَـال مرضـاة رب العـالمين وبتركه يكـون سخطه، وتلـك هي السُّنة كـمـا جــاء فـي حـديث أبي هـريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يسأل اللـه يغضب عليه»[10]. إلا أن ذلك الدعاء لا بد أن يقارنه التضرع إلى الله تعالى وإظهار الضعف والحاجة إليه سبحانه ويلازمه التوكـل والاستعانة به جل شأنه فيكتمل الاعتماد بالقلب عليه جلَّت عَظَمَته وتتم الثقة به في حصول المحبوبات واندفاع المكروهات ولا يتسنى ذلك إلا حين يعلم الداعي حاجته المطلقة وضرورته التامة إلى الله وحدَه؛ فالمؤمنون حقاً إنما يكون توكُّلهم عَلَى اللهِ، لاَ يَرْجُونَ سِوَاهُ، وَلاَ يَلُوذُونَ إِلاَّ بِجَنابِهِ، وَلاَ يَسْأَلُونَ غَيْرَهُ ولا يطلبون الحـوائج إلا منـه، ولا يرغبـون إلا إليـه، ويعلمـون أنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه المتصـرف في الملـك لا شـريك له، ولا معقِّب لحكمـه، وهو سريع الحساب[11]. وعن الحسن قال: إذا أصاب الناسَ من قِبَل السلطان بلاء، فإنما هي نقمة فلا تستقبلوا نقمة الله بالحميَّة. ولكن استقبلوها بالاستغفار وتضرعوا إلى الله. وقرأ هذه الآية: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون:67] [12].
المعْلَم الرابع: الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا:
إن معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى مما يزيد الإيمان، كما قال الشيخ السعدي رحمه الله: "إنَّ الإيمان بأسماء الله الحسنى، ومعرفتها يتضمَّن أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وهذه الأنواع هي رَوْح الإيمان ورُوحُه، وأصله وغايته؛ فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه وقوي يقينه" [13]. ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء استهلاله بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، كما جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « » [14]. فعلى السـائل إذا أراد سؤال الله تعالى أن ينظر الاسم المناسب لمسألته وليتوسل به إليه، سبحانه؛ فإذا كان فقيراً فَلْيفتتح دعاءه بسؤال الرزاق والكريم. وإذا كان يطلب المغفرة فعليه أن يقول: يا غفار يا رحيم... وهكذا.
كمـا جـاء في حـديث أم المؤمنين عائشـة رضـي اللـه تعالى عنها حينما سمعت ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لفضل ليلة القدر أنها قالت: قلت: يا رسول الله! أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: « » (أخرجه الترمذي، كتاب الدعوات، باب، ح (3513)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). قال الشيخ الألباني في تعليقه عليه: (صحيح)؛ أي: من صفاتك العفو، وأنت تحب العفو، وتحب من يعفو عمَّن ظَلَمه؛ فأسألك بما تحبه، وما أنت متصف به أن تعفوَ عني؛ فالسؤال يكون بذكر الصفة التي يتصف بها الله سبحانه وتعالى والتي يحبها في عباده[16].
ذلك أن من عرف اللَّه عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا، علم أنه بالكمال موصوف، وبالإحسان والجمال والجلال معروف، وعرف أن الطبيعة البشرية مبناها على النقـص ومنشـؤها على العيب، إلا أن يحوطها الله عز وجل بكمال الإيمان وصالح الأعمال، فيورث لها ذلك عبودية صادقة.
المعْلَم الخامس: حُسْن الظن بالله جلَّت عَظَمَته عند قرع أبوابه:
وذلك بالبعد عن اليأس والقنـوط والتسخط، والإيمـان بأنه تعالى أرحم الراحمين وقد سبقت رحمته غضبه، كما جاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « » [17]. فكـل قضـاء قضـاه اللـه سبحانه وتعالى للمؤمـن فهـو خيـر له، كما جاء في حديث صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « »[18].
فحُُسْن الظن بالله تعالى من حُسْن العبادة، والعبد يعامله الله تعالى على مستوى ظنه به جلَّت عَظَمَته كما جاء في الــحديث القدسي؛ إذ يقول تعالى: «وَيُعَذِّبَ الْـمُنَافِقِينَ وَالْـمُنَافِقَاتِ وَالْـمُشْرِكِينَ وَالْـمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [الفتح:6]. يقول ابن عمر رضي الله عنهما: «أكبر الكبائر سوء الظن بالله، عز وجل»[20]، وقال الإمام المناوي معرفاً سوء الظن بالله تعالى: "أن يظنَّ أنه ليس حسبه فـي كـل أمـوره، وأنـه لا يعطـف عليـه، ولا يرحمـه، ولا يعافيه؛ لأن ذلك يؤدِّي إلى القنوط: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ} [فصلت:23] و {لا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87]" [21].
»[19]. وعلـى عكسه سوء الظن بالله جل شأنه الذي هو صفـة ملازمة للنفـاق، كما جاء في وصف الله تعالى للمنافقين؛ حيث قال: {فسوء الظن بالله جلَّت عَظَمَته يعد أكبر الكبائر الاعتقادية بعد الكفر، ولكن يلزم التنبيه إلى أنه: كما يجب على العبد إحسان الظن بربه، فإنه يجب عليه أن يخاف عقابه، ويخشى عذابه، ويعلم أن طريق السلامة بين طريقي الرجاء والخـوف؛ فـإذا علـم العبـد سـعة رحمـة اللـه سبحانه وتعالى وأيقن بحلمه ورحمته ومنِّه وفضله، أحس أنه بخير فلم يقنط ولم ييأس. فرحمته ومغفرته وسعت بغيّاً من بغايا بني إسرائيل حين رأت كلباً يلهث عطشاً فَرَحِمَته فملأت خُفَّها وسقته، فشكر الله لها فغفر لها ذنوبها، كما جاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «
» [22]. ورحمته ومغفرته هي التي شملت رجلاً بعدما زحزح غصن شوك عن طريق النـاس، كما جـاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « » [23]. إنه الرب الكريم الحليم الرحيم، فليس للعبد مثل حُسْن الظن به، جَلَّ جَلالُهُ؛ فمن أيقن أنه قادر على مغفرة الذنوب غفر له.المعْلَم السادس: الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة والعزم في المسألة:
جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ه»[24]. وعليه فإنه يجب الجزم في الدعاء وعدم تعليقه بالمشيئة؛ لأن ذلك يُشعِر بعدم اهتمام الداعي بالمطلوب وضعف افتقاره إلى الله، تعالى. وذلك من سوء الأدب مع رب العالمين؛ الذي لا بد من الإيمان بكمال غناه عن جميع خلقه، وكمال جوده وكرمه؛ فاللائق بمن سـأل الله عز وجل أن يعـزم مسـألته، وتكمل ثقته بربه جل وعلا فـي حصول الإجـابة، كمـا جـاء في حديث أبي هـريـرة رضي الله عنه أن النبـي صلى الله عليه وسلم قـال: « »[25]. لقـد كـانت ثقـة السلف بموعود الله تعالى لا تتزعـزع، وتطبيقهـم لسُـنة النبـي صلى الله عليه وسلم لا يعتـريه، تخـلٍّ، ومسـارعتهـم إلى تنفيـذ أوامـره لا ينـاله كسـل؛ ولهذا اسـتجيبت دعواتهم، لقد أصغـوا بقلـوبهم قبل آذانهم لقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: « »[26].
المعْلَم السابع: الاعتراف بالذنب والاستغفار منه:
جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « »[27].
ولقد أجاد أبو سعيد أحمد بن محمد الزبيري حين قال:
يستوجب العفوَ الفتى إذا اعترفْ *** بما جنى من الذنوبِ واقترفْ
لقوله سبحانه في المعترِف: {إن ينتهوا يُغفَرْ لهم ما قد سلفْ} [28]
فالتوبة واجبة من كل ذنب، ودليلها الاستغفار بعد الاعتراف بالذنب وتركه والندم على فعله؛ ذلك أنها الرجوع من المخالفة إلى المتابعة، ومن المعصية إلى الطاعة، والعزم على عدم العود وردِّ المظالم إن كانت؛ فتلك شروط التوبة النصوح التي لا بد أن تُستَهلَّ بالاعتراف بالذنب مقروناً بالانكسار والإكثار من التضرع والاستغفار، وملازمة الإحسان لمحو ما تقدَّم من الأوزار.
ومـن الجـدير بالإشارة إليـه أن مجـرد الاعتـراف بالـذنب لا يكون توبة إلا إذا اقترن ذلك الاعتراف بالندم على الماضي من الذنب والعزم على تركه في المستقبل؛ إذ الاستغفار مع الإصرار توبة الكذابين، وكيف يدعي التوبة من يصر على ذنبه؟ ألم يعلم أن الـمُصِرَّ لا يكون تائباً أبداً، والتوبة والإصرار ضدان؟
إن ثمـرة الاعتـراف بالذنب للملك الـديان تكمـن فـي أنـه لا يكون إلا عن إقرار بسيادته؛ فعلى العبد أن يعترف بالذنب ويُقِرَّ بالخطيئة ليحـوز من كمال العبـودية لله سبحانه ما يدعو إلى قبـول دعائه، ولقد تعاضـدت الآيات والأحـاديث علـى فضل تقديم الاعتراف بالذنب بين يدي الدعاء، ومن ذلك ما جاء عن الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاءً أدعو به في صلاتي. فقال: «
»[29].المعْلَم الثامن: الإلحاح في الدعاء زمن الشدة والرخاء وعدم الاستعجال وتحرِّي أوقات الإجابة:
إن الدعاء لب العبادة كما في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « »[30]. فعلى المسلم أن يُلِحَّ في سؤاله لربه، وأن يكثر من الدعاء؛ إذ على الرغم من أن الله تعالى قد قدر المقادير إلا أنه جعل كثرة الإلحاح في الدعاء من أسباب تيسير اليسرى وتجنيب العسرى، وقد ثبت ذلك من فعل النبي الله صلى الله عليه وسلم، كما جاء في حديث عبد الله ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاثاً، وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاثاً"[31]. قال النووي رحمه الله: "فِيهِ: اِسْتِحْبَاب تَكْرِير الدُّعَاء ثَلاثاً. وَقَوْله: (وَإِذَا سَأَلَ) هُوَ الدُّعَاء، لَكِنْ عَطَفَهُ لاخْتِلافِ اللَّفْظ تَوْكِيداً".
وقال البخاري رحمه الله: "بَاب تَكْرِير الدُّعَاء، ثم ذَكَرَ فِيهِ حَدِيث عَائِشَة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيّ الله صلى الله عليه وسلم دعا الله تعالى وكَرَّرَ الدعاء لما سحره لبيد بن الأعصم اليهودي. قالت عائشة: حَتَّى إِذَا كَـــانَ ذَاتَ يَــوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ دَعَــا رَسُولُ اللَّهِ الله صلى الله عليه وسلم ثُمَّ دَعَا ثُمَّ دَعَا..."[32]؛ ذلك أن الإلحاح في الدعاء والتضرع فيه مما يُستَدفَع به البلاء، وتُستَنزَل به الرحمة. ولا يخفى أن الحق تعالى يحب من عباده الإلحاح في الدعاء؛ لأنه معبِّر عن شدة الفاقة وذلة الحاجة، ويَعِدُهم عليه جلَّت عَظَمَته بحُسْنِ الإجابة، كما جاء في حديث أنس رضي الله عنه أن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال: « »[33]. والمقصود الإلحاح في الدعاء بهذا الاسم؛ وذلك من الإِقبال على الله تعالى والإلحاح عليه في الدعاء ولزومه والمواظبة عليه.
واعلم - رعاك الله تعالى - أنَّ الْعَبْدَ إِذَا دَعَا لَمْ يَزَلِ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَ تَعَالَى - فِي حَاجَتِهِ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ، يقول ابن عطاء الله: "لا يكن تأخرُ أمدِ العطاءِ مع الإلحاحِ في الدعاء موجباً ليأسك، فقد ضمن لك الإجابة فيما يختار لك لا فيما تختار أنت لنفسك، وفي الوقت الذي يريد، لا في الوقت الذي تريد"[34]. وقال ابن القيم: "ومن أنفع الأدوية الإلحاح في الدعاء"[35]؛ فمواصلة الإلحاح في مسألة الله تعالى من غير استعجال ولا سأم من أجلِّ درجات العبودية. يقول ابن القيم: "ومن الآفات التي تمنع ترتُّب أثر الدعاء عليه أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة، فيستحسر ويدع الدعاء، وهو بمنزلة من بذر بذراً أو غرس غرساً، فجعل يتعاهده ويسقيه، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله"[36]. كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « »[37]. وفي لفظ لمسلم: « »[38].
فالله تعالى يحب الإلحاح في الدعاء لما فيه من الانقياد والاستسلام وإظهار الافتقار له، جل شأنه. ومن يُكثِر قَرْع الباب يوشك أن يُفتَح له. وينبغي أن لا يكون إلحاح المسلم على ربه في الرخاء أقل من إلحاحه في الشدائد، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
»[39]. وكما جـاء في حديث ابن عبـاس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم وصَّاه قائلاً: « »[40].المعْلَم التاسع: أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلالٍ:
وفي ذلك لا بد من الحرص على أن يكون المطعم من حلال، وكذلك المشرب والملبس وما شابهه؛ لأن المأكل الحرام سبب لحجب الدعاء وعدم الإجابة، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر: « »[41]. فعدم إطابة المطعم وحِلِّية المأكل مانع من استجابة الدعاء، وحاجب عن رفعه إلى الله، وكفى بذلك وبالاً وخسراناً على صاحبه، نعوذ بالله من شر غضبه. فإذا ضمن العبد سلامة تكوينه بلقمة الحلال ضمن إجابة الدعاء؛ ذلك أن طِيبَ المطعم من لوازم إجابة الدعاء. قال إبراهيم بن أدهم: "أطب مطعمك ولا عليك أن لا تقوم بالليل وتصوم بالنهار"[42]، فأكل الحلال وشربه ولبسه والتغذي به سبب موجبٌ لإجابة الدعاء؛ رغم أنه من أصعب ما يمكن تحصيله في هذا الزمن الذي عمَّت الربويات والمحرمات معاملات أهله، مصداقاً لخبر الصادق المصدوق، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: « »[43]. وكما جاء في حديث جابر رضي الله عنهما أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: « »[44].
فإذا اقتصر المسلم على الحلال الذي لم تخالطه أدناس حرام جعل الله تعالى دعاءه مستجاباً، فإن دعاه لتوسيع رزق رزقه، وإن دعاه لكشف ضر كشفه؛ فإن الداعي بجسم غذي بالحلال حري بالاستجابة.
د. أحمد ولد محمد ذو النورين
......................................................................................................
[1] انظر: في ظلال القرآن: (5/2658).
[2] أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، وأنه إذا لم يُحسِن الفاتحة ولا أمكنه تعلُّمها قرأ بما تيسر له من غيرها، ح (395)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[3] أخرجه أبو داود، كتاب الوتر، باب الدعاء، ح (1481)، والترمذي، كتاب الدعوات، باب ما جاء في جامع الدعوات عن النبي - عليه السلام - ح (3477)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وكذلك صححه الألباني.
[4] أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب أفضل الاستغفار، ح (6306).
[5] تفسير ابن كثير: (1/37)، ط: دار الفكر.
[6] أخرجه الترمذي، كتاب صفة القيامة، ح (2516)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وكذلك صححه الألباني.
[7] انظر: فتح الباري تعليق ابن باز: (11/ 95).
[8] الجامع لأحكام القرآن: (2/ 311).
[9] انظر: نظم الدرر في تناسب الآيات والسور لبرهان الدين البقاعي: (8/ 55).
[10] هكذا عنون البخاري في أدبه المفرد: باب من لم يسأل الله يغضب عليه، ص: 229، والحديث أخرجه الإمام الترمذي، كتاب الدعوات، باب منه، ح (3373)، وحسنه الألباني في تعليقه عليه.
[11] انظر: تفسير ابن كثير: (2/349)، ط. دار الفكر.
[12] المحرر الوجيز لابن عطية: (4/ 185)، ط: دار الكتب العلمية.
[13] التوضيح والبيان لشجرة الإيمان للشيخ السعدي، ص41.
[14] أخرجه الإمام أحمد، مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ح (3712)، والحاكم في مستدركه، ح (1877)، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم إن سَلِم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه؛ فإنه مختلف في سماعه عن أبيه"، وابن حبان في صحيحه، ح (972)، وقال عنه شعيب الأرنؤوط: (إسناده صحيح).
[15] أخرجه الترمذي، كتاب الدعوات، باب، ح (3513)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح". قال الشيخ الألباني في تعليقه عليه: (صحيح).
[16] شرح بلوغ المرام للشيخ عطية محمد سالم، الدرس (109).
[17] البخاري، كتاب التوحيد، باب {وكان عرشه على الماء} [هود:7]، ح (7422)، ومسلم، كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، ح (2751)
[18] أخرجه الإمام أحمد (23924)، وعلق عليه شعيب الأرنؤوط بقوله: «إسناده صحيح على شرط مسلم».
[19] أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {ويحذركم الله نفسه} [آل عمران:28]، ح (7405)، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب الحث على ذكر الله، تعالى، ح (2675).
[20] تفسير ابن كثير: (1/599).
[21] التيسير بشرح الجامع الصغير: (1/397).
[22] البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب، ح (3467)، ومسلم، كتاب السلام، باب فضل سقي البهائم المحترمة وإطعامها، ح (2245).
[23] البخاري، كتاب الأذان، باب فضل التهجير إلى الظهر، ح (652)، ومسلم، كتاب الإمارة، باب بيان الشهداء، ح (1914).
[24] البخاري، كتاب الدعوات، باب ليعزم المسألة، ح (6339)، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب العزم بالدعاء، ح (2679)
[25] أخرجه الترمذي، كتاب الدعوات، ح (3479)، وحسنه الألباني في تعليقه عليه.
[26] البخاري، كتاب الدعوات، باب ليعزم المسألة فإنه لا مكره له، ح (6338)، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب العزم بالدعاء ولا يقل إن شئت، ح (2678).
[27] البخاري، كتاب الشهادات، باب تعديل النساء بعضهن بعضاً، ح (2661)، ومسلم، كتاب التوبة، باب في حديث الإفك وقبول توبة القاذف، ح (2770).
[28] انظر:الجامع لأحكام القرآن (7/ 401).
[29] البخاري، كتاب الأذان، باب الدعاء قبل السلام، ح (834)، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب استحباب خفض الصوت بالذكر، ح (2705).
[30] أخرجه أبو داود، كتاب الوتر، باب الدعاء، ح (1479)، وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء، ح (3828)، والترمذي، كتاب التفسير، باب ومن سورة البقرة، ح (2969)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وكذلك صححه الألباني في تعليقه على السنن.
[31] أخرجه الإمام مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين، ح (1794).
[32] البخاري، كتاب الطب، باب السحر، ح (5763)، ومسلم، كتاب السلام، باب السحر، ح (2189).
[33] أخرجه الترمذي، كتاب الدعوات، ح (3525)، وصححه الألباني في تعليقه عليه، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده: (17596)، وصححه الأرنؤوط في تعليقه عليه.
[34] البحر المديد للإدريسي: (3، 182)، ط: دار الكتب العلمية.
[35] الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ص4.
[36] الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ص10.
[37] البخاري، كتاب الدعوات، باب يستجاب للعبد ما لم يعجل، ح (6340)، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول: دعوت فلم يستجب لي، ح (2735).
[38] رواه الإمام أحمد: (13008)، وعلق عليه شعيب الأرنؤوط بقوله: "صحيح لغيره, وهذا إسناد حسن في الشواهدط، وكذلك رواه أبو يعلى في مسنده: (2865)، وقال حسين سليم أسد في تعليقه عليه: "إسناده حسن".
[39] الترمذي، كتاب الدعوات، باب ماجاء أن دعوة المسلم مستجابة، ح (3382)، وحسنه الألباني في تعليقه عليه، وكذلك أخرجه أبو يعلى في مسنده: (6397)، وحسن إسناده حسين سليم أسد في تعليقه عليه.
[40] رواه الإمام أحمد في مسنده: (2803)، وصححه شعيب الأرنؤوط في تعليقه عليه.
[41] أخرجه مسلم، كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، ح (1015).
[42] حلية الأولياء لأبي نعيم: (8/ 31).
[43] أخرجه البخاري، كتاب البيوع، باب من لم يبال من حيث كسب المال، ح (2059).
[44] أخرجه الحاكم في مستدركه (2134)، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه، و شاهده عن أبي الزبير عن جابر صحيح على شرط مسلم، وعلق عليه الذهبي في التلخيص بقوله: على شرط البخاري ومسلم"، وكذلك صححه الألباني في السلسلة الصحيحة: (2607).
- التصنيف: