حتى يغيروا ما بأنفسهم
ربط اللهُ عز وجل تغييره سبحانه للأحوال بتغيير الناس لأنفسهم، فلو عادوا إليه أنعم عليهم، ولو بَعُدوا عنه سحب منهم النعمة.
أحيانًا لا يأخذ اللهُ عز وجل بعضَ الظالمين بسرعة كما يتمنَّى المظلومون؛ لأن المظلومين -وإن كانوا مؤمنين- فإنهم يرتكبون أخطاءً غير مقبولة شرعًا؛ خاصة إن كانوا يُمَثِّلون الإسلام، فلو رفع اللهُ سبحانه الظلمَ؛ فإن الناس يعتقدون أنَّ طريقة المظلومين كانت صائبة، وهي ليست كذلك، فيكون الأمر فتنة لهم، وتعريفًا خاطئًا بالإسلام، وسيبقى المظلومون على مخالفاتهم الشرعية، وهذا يضرُّهم في الدنيا والآخرة.
وحَلُّ المُعضلة يكون بمراجعة المظلومين لأحوالهم على الكتاب والسُّنَّة؛ فإن كانوا على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن الظلم الواقع بهم يكون ابتلاءً يحتاج للصبر، وإن كانوا على غير طريقته صلى الله عليه وسلم عَدَّلوا المسار، وعادوا إلى الله، وعندها يُغَيِّر اللهُ الحالَ بكُن فيكون.
وقد ربط اللهُ عز وجل تغييره سبحانه للأحوال بتغيير الناس لأنفسهم، فلو عادوا إليه أنعم عليهم، ولو بَعُدوا عنه سحب منهم النعمة؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11].
- التصنيف:
- المصدر: