لا تحزن - أطِبْ مطعمك تكنْ مستجاب الدعوةِ (2)

منذ 2014-06-08

وإنني أعرضُ لك هذه القصص لتزداد إيماناً ووثوقاً بموعودِ ربِّك فتدعوه وتناجيه، وتعلم أن اللطف لطفُه سبحانه، وأنه قد أمرك في محكم التنزيل فقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}. {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.

{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}.
وإنني أعرضُ لك هذه القصص لتزداد إيماناً ووثوقاً بموعودِ ربِّك فتدعوه وتناجيه، وتعلم أن اللطف لطفُه سبحانه، وأنه قد أمرك في محكم التنزيل فقال:
{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}. {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.

لقد استدعى الحجَّاجُ الحسن البصريَّ ليبطش به، وذهب الحسنُ وما في ذهنه إلا عنايةُ اللهِ ولطفُ الله، والوثوقُ بوعِد اللهِ، فأخذ يدعو ربَّه، ويهتفُ بأسمائِه الحسنى، وصفاتِه العلى، فيحوِّل اللهُ قلب الحجاجِ، ويقذفُ في قلبه الرعب، فما وصل الحسَنُ إلا وقد تهيأ الحجاجُ لاستقبالِه، وقام إلى البابِ، واستقبل الحَسَنَ، وأجلسَه معه على السريرِ، وأخذ يُطيِّب لحيته، ويترفَّقُ به، ويُلينُ له في الخطابِ!! فما هو إلا تسخيرُ ربِّ العزةِ والجلالِ.

إنَّ لطف اللهِ يسري في العالمِ، في عالم الإنسانِ، في عالمِ الحيوانِ، في البرِّ والبحْرِ، في الليلِ والنهارِ، في المتحركِ والساكنِ، {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً}.

صحَّ: أنَّ سليمان عليه السلام قد أُوتي منطق الطيرِ، خَرَجَ يستسقي بالناسِ، وفي طريقِه من بيتِه إلى المصلَّ رأى نملةً قد رفعتْ رجليها تدعو ربَّ العزِة، تدعو الإله الذي يعطي ويمنحُ ويلطفُ ويُغيثُ، فقال سليمان: أيُّها الناسُ، عودُوا فقد كُفيتُم بدعاءِ غيرِكم.

فأخذ الغيثُ ينهمرُ بدعاءِ تلك النملةِ، النملةِ التي فهِم كلامها سليمانُ عليه السلامُ، وهو يزجفُ بجيشه الجرَّار، فتعظُ أخواتها في عالم النملِ: {قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ . فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا}. في كثير من الأحيان يأتي لطفُ البري سبحانه وتعالى بسبب هذه العجماواتِ.

وقد ذكر أبو يعلى في قدسي أن الله يقولُ:
«وعِزَّتي وجلالي، لولا شيوخٌ رُكَّعٌ، وأطفال رُضَّعٌ، وبهائمُ رُتَّعٌ، لمنعتُ عنكم قطْرَ السماءِ».

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 0
  • 0
  • 3,056
المقال السابق
أطِبْ مطعمك تكنْ مستجاب الدعوةِ (1)
المقال التالي
وإنْ منْ شيء إلا يسبِّحُ بحمدِ ربِّه (1)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً