وجاءَ رَمضانُ
أيَّامٌ مَعدودةٌ، وساعاتٌ مَحدودةٌ، ومَساجِدُ بالمُصلِّين مأهولةٌ، وأوقاتٌ بالطاعةِ مشغولةٌ.
جاءَ رمضانُ، ضَيفٌ حبيبٌ، عَزيزٌ على قلوبنا، غالٍ علينا، نُحِبُّهُ ونسعَدُ بقُدُومِهِ.
كيف نستقبِلُكَ يا شهرَ رمضانَ؟
بإضاءةِ الشُّمُوعِ؟
بإنارةِ اللَّمباتِ؟
بتجهيز الأطعمةِ المُختلفةِ والمشروباتِ؟
لا، لا، فهو شهرُ العِباداتِ، لا شهر مَلء البُطونِ واتِّباع الشَّهَواتِ. فلنستقبِله بِبِرِّ الوالِدين، وصِلةِ الأرحامِ، وفِعل الطاعاتِ، واجتنابِ المَعاصي والآثام.
هو شهرُ الصِّيام والقِيام، شهرُ التَّعَبُّدِ للهِ بالصَّلواتِ والصَّدقاتِ، وفِعل الخَيراتِ وقِراءةِ القُرآن، شهرُ الأخلاق الحَسَنةِ، مِن صَبرٍ وبِرٍّ ورِفقٍ وأمانةٍ وصِدقٍ وحُسن تعامُلٍ مع الغير، إلى آخِره من أخلاق الإسلام.
فلنُحسِن ضِيافَتَه، فإنَّ أيَّامَه سُرعان ما تَمُرُّ، {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة:184].
أيَّامٌ مَعدودةٌ، وساعاتٌ مَحدودةٌ، ومَساجِدُ بالمُصلِّين مأهولةٌ، وأوقاتٌ بالطاعةِ مشغولةٌ. لا مجالَ فيه للَّعِبِ ولا للَّهْو، ولا وقتَ فيه للتَّفاهاتِ. فلنُدرِك قِيمتَه، ولنعرِف أهمِّيَّتَه، ولنحرِص على اغتنامِهِ قبل رحيلِهِ.
أعاننا اللهُ وإيَّاكم على طاعتِهِ، وتقبَّلَ مِنَّا ومنكم صالِحَ الأعمال.
بسمَة
الإثنين
4 شعبان 1435 هـ/ 2 يونيه 2014 م
- التصنيف:
- المصدر: