أفكار للداعيات - (11) مع الأهل مرة أخرى

منذ 2014-07-19

البيت مجال خصب للدعوة، فالبيت فيه الوالدان والإخوة وقد يكون فيه بعض الأقارب كالجدة والجد والعمة والعم..

تكملة لما بدأناه من أفكار مع الأهل يمكننا أن نقوم بـ:

ط- مسابقة الكتيب:

يوزع أحد الكتيبات القيمة والهامة في موضوعها.

مثلًا: كتيب (العقيدة الإسلامية من الكتاب والسنة الصحيحة) لمحمد جميل زينو، ونحوه من الكتب الهامة، ثم تكون أسئلة المسابقة الشفوية في الاجتماع القادم مقتبسة من الكتاب الذي وزع في الاجتماع السابق. كما أنه بالإمكان عمل مسابقة تحريرية في أحد الكتب أو الكتيبات الهامة، ثم إعلان أسماء الفائزين فيما بعد وتكريمهم.

 

ي- تكريم الأخوات المتجاوبات:

قال تعالى: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن:60].

إذًا فلنكرم كل أخت شاركت معنا في جميع المسابقات أو في نصفها على الأقل، وذلك نهاية كل عام يمر على الاجتماع العائلي، فليس هناك أجمل من وردة حمراء قد لفها الحياء مصحوبة بشهادة تقدير وشكر.

إنها حركات بسيطة، لها معان كبيرة...

ك- أثناء الدوريات العائلية قد تجدين فئة من النساء تسمي التبذير كرمًا فتسرف بالتالي في إعداد طعام العشاء، وما قبل العشاء وما بعد العشاء، وهلم جرًا وكأننا ما أتينا إلا لملء بطوننا.

لقد انتهى هذا الزمن وولى فنحن نريد أن نملأ عقولنا وقلوبنا قبل ملء بطوننا، فالطعام متوفر والحمد لله ولن نموت جوعًا إذا اكتفينا بالقدر المناسب الذي نكرم به ضيفنا ونرضي به ربنا.

ثم إن التكلف في إعداد طعام العشاء يؤدي إلى:

أ- إرهاق ربة المنزل فهي ستستعد لهذه الوليمة قبل يومين، فإذا كانت الليلة التي فيها الاجتماع العائلي تجد ربة البيت منهكة مرهقة وأعصابها متوترة، فلا تأنس بضيوفها، فهي قلقة على طعامها، فهو أكبر همها، وبالتالي لا تستفيد من النشاطات المطروحة أثناء الاجتماع.

2- التكليف على صاحب المنزل الذي سيرحب في أول اجتماع بضيوفه ولكن عند تكرر الاجتماع عدة مرات وبهذه الصورة المكلفة سيؤدي ذلك في النهاية إلى أن يمنع زوجته من الاجتماع بعائلتها أو يمنعها من دعوتهم لأنها ترهقه ماديًا بدرجة مبالغ فيها.

ويظهر ذلك جليًا عند الزوج الذي لا يرغب ولا يهمه أصلًا مسألة صلة الرحم.

3- أن يتنافس النساء في الاجتماعات الأخرى في التنويع في أصناف الأطعمة، فلسان حالهن أنا لست أقل من فلانة، وهكذا ينفتح باب عظيم.

وبين هذه التوافه يضيع الهدف الأساسي من الاجتماعات العائلية، بل ربما يقضى تمامًا على نفس الاجتماع وينتهي مأسوفاً عليه بسبب التكلف الزائد في طعام العشاء.

عزيزتي.. إنك بقيامك بالنشاطات السابقة خلال التجمعات العائلية سوف تمنحين أفراد عائلتك وخصوصًا المقربين منك ثروة علمية لا يستهان بها تساعد على تكوين الحصيلة الأولية من المعلومات الشرعية التي تعين للسير على درب الحياة دون تخبط.

 

ويكفيك أن تكوني ممن حاز أجر الاستجابة لندائه تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214].

كما يكفيك راحة بالك، طمأنينة نفسك حيث إنك تعملين ما بوسعك تجاه أهلك ولا تقفين موقف المتحسرة التي لولا إهمالها وتفريطها لكانت هي أنفع الناس لأهلها ولنفع الله أهلها بها.

فلماذا يا أخية نلوم الأهل والناس على أخطائهم.

بينما ننسى أن نلوم أنفسنا على التقصير في دعوتهم والعمل على تصحيح أخطائهم عن طريق تعريفهم بحقيقة دينهم الإسلام بأساليب ووسائل دعوية متنوعة ذكرت جزءاً منها في هذا الكتاب. قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:33]، والبيت مجال خصب للدعوة، فالبيت فيه الوالدان والإخوة وقد يكون فيه بعض الأقارب كالجدة والجد والعمة والعم... إلخ.

 

وفيه أيضًا الأطفال أحباب القلوب، وهنا مربط الفرس، فجاهدي يا أخية على تحفيظ أولادك أو أخوتك كتاب الله واجعلي هذا العمل من أساسيات أعمالك اليومية، وذلك عن طريق ترديد سورة قصيرة معينة في مختلف الأوقات، فمثلًا عندما تساعدينهم في ارتداء الملابس، وعندما تكونون في السيارة، وقبل النوم... إلخ.

 

فلا يمر الأسبوع بإذن الله إلا وقد أتقن الطفل حفظ هذه السورة ثم تبدئين بسورة أخرى في الأسبوع المقبل، ودعوني أذكر لكم نموذجًا حيًا، وهي ابنة لأخت في الله عمرها خمس سنوات تحفظ أربعة أجزاء من كتاب الله، الله أكبر من أين جاء ذلك إلا بتوفيق من الله ثم جهد جهيد وعزم أكيد في تحفيظها من قبل والديها جزاهما الله خيرًا، ولا تنسي يا أخية أن تحفيظك كتاب الله لغيرك هو من الأعمال الجارية كما قال صلى الله عليه وسلم: «أو مصحفًا ورثه».

فتخيلي يا أخية وأنت في قبرك بين ثنايا الأرض وتحت ركام التراب وأبناؤك ومن علمتهم كتاب الله أحياء يقرأون ما حفظوه منك فتأتيك الحسنات ولا ينقطع عملك في وقت أحوج ما تكونين إليها.

فمثلًا عندما تعلمين طفلك سورة الإخلاص وعمره ثلاث سنوات أو أقل ثم يتوفاك الله فإن هذا الطفل يظل يعرفها ويقرأها وإذا بلغ صلى بها وعند الأذكار يذكرها وقبل النوم وبعد الصلوات المكتوبة طوال عمره يقرأها وقد يعلمها لغيره فيقرأها غيره فيأتيك وأنت في ظلمات القبر أجرهم جميعًا وهكذا {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ} [الصافات:61].

اللهم استعملنا فيما يرضيك وباعدنا عما لا يرضيك..


  • 0
  • 0
  • 1,053
المقال السابق
(10) مع الأهل (المجلة العائلية)
المقال التالي
(12) مع الصديقات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً