تدبر - [79] سورة التوبة (2)

منذ 2014-07-09

كل صفات المنافقين تقريبًا ذُكِرَت في سورة التوبة ولم يكن متبقيًا إلا أن تُذكر أسماؤهم وكِناهم وفي عدم ذكرهم بالاسم خيرٌ كبير...

وكل صفات المنافقين تقريبًا ذُكِرَت في سورة التوبة ولم يكن متبقيًا إلا أن تُذكر أسماؤهم وكِناهم وفي عدم ذكرهم بالاسم خيرٌ كبير..

ذلك لأنهم لو عُيِّنوا بأسمائهم لكان الأمر قاصِرًا عليهم لدى البعض ولصار يقرأ عنهم بنظرةٍ تحمل بعض الشخصنة، لكن بعدم ورود أسمائهم وترك الأمر مرتبطًا بخِصالهم العامة فإن ذلك أدعى لأن يُحاسِب المرء نفسه ويُسقِط تلك الخصائص والخِصال على واقعه..

وعندما نتأمَّل تلك الآيات التي تتحدث عن صفات المنافقين في السورة لا ينبغي لنا أن نتغافل عن إسقاطها وقياس حالنا عليها ولا يجب التعامل معها على أنها تتحدَّث عن فئة خيالية لا علاقة لها بالواقع المحيط بِنَا بل بواقع نفوسنا وأفعالنا..

لقد كان الفاروق عمر رضي الله عنه حريصًا على تبيُّن حاله وكان يسأل حذيفة رضي الله عنه -وهو من ائتمنه الرسول صلى الله عليع وسلم على أسماء المنافقين- فكان يتحرَّى أن يتبيَّن منه قائلًا: "أَوَ سمَّاني لك رسول الله؟"..

فهذا عمر الفاروق وزير رسول الله وصاحبه يسأل خائِفًا على نفسه من النفاق! بينما يأمَن كثير من الناس اليوم تمام الأمن من تلك الآفة ويظنون أنهم بمعزلٍ عنها ويكأن بينهم وبينها حِجرًا محجورا، وحِجابًا مستورا..

يقول ابن أبي مليكة: "أدركتُ ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى على نفسه النفاق!"..

هكذا كانوا وهكذا ينبغي أن نكون..

ولقد ذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم بعض خِصال وصفات المنافقين وبيَّن أنه «إذا حدّث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر» (رواه البخاري ومسلم).. ثم أوضح أنه إن كانت فيه خِصلة منهم كان فيه خِصلة من خِصال النفاق حتى يدعها ومن اجتمعت فيه فهو منافق خالص عياذًا بالله!

فلا ينبغي أن نقرأ الفاضحة دون وضع احتمال ولو يسير أن آياتها تفضح شيئًا من خِصالنا..

على الأقل أمام أنفسنا لعلنا نراجعها.. ونتوب.
 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 4,409
المقال السابق
[78] سورة التوبة (1)
المقال التالي
[80] سورة التوبة (3)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً