تدبر - [217] سورة الأنبياء (2)

منذ 2014-07-22

- {إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}.
- {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا}.
- {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي}.

حين تخرج تلك الكلمات من بين شفتي أناس من أطهر وأفضل خلق الله..

يونس وآدم وموسى عليهم السلام..

حين تخرج تلك الكلمات من فمِّ نبي مُكلَّم أو رسول مُلهم فإن لها بلا شك طابِعًا مختلفًا.

بل هو طابعٌ مُذهِل.

إنها كلمات اخترقت حجب الظلمات المتراكبة لتفتح فيها طريقًا ينفذ منه نور النجاة وضياء التفريج مبدِّدًا سواد الغم والهم وكاشفًا غيوم البلاء والكرب.

كلمات تلقَّاها خير البشر وسادات البرية وعملوا بها وصاحت بها قلوب صادقة عامرة بالرغبة والرهبة فتاب الله عليهم وفرَّج وعفى عنهم وفتح لهم.

{لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء من الآية:87].

كم كان الندم والاعتراف بالذنب سبيلًا إلى كشف البلاء وتفريج الكربات.

وكم كان الاستكبار والإصرار والعناد والبغي حاجِزًا عن الفرج حائلًا بين المرء وبين ما ينفعه ويصلح شأنه.

اجعل هذه الكلمات في قاموس قلبك قبل لسانك وجنانك قبل أركانك وافترض ولو أحيانًا أنك أخطأت.

أو حتى ظلمت.

لعلك حينئذ تنكسِر لله وتُصلِح ما بينك وبينه فيستجب لك.

ولعله يفتح لك ويُفرِّج عنك وتنجو من الغم كما نجا صاحب العبارة الأولى؛ يونس عليه السلام.

{وكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء من الآية:87].

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 2,788
المقال السابق
[216] سورة الأنبياء (1)
المقال التالي
[218] سورة الأنبياء (3)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً