تدبر - [263] سورة الفرقان (8)

منذ 2014-08-02

من أوسع مفاهيم التعبُّد والتي تشتمل على رد واضح على أتباع نظريات قصر العبادة على الشعائر والأنساك - ذلك المفهوم الذي ترسخه آية اتخاذ الهوى إلهًا؛ {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا}، فمعلوم ومحكم وظاهر أن الهوى ليس كيانًا ماديًا ولا حتى صنمًا حجريًا أو خشبيًا سيركع الإنسان له ويسجد.. الهوى هو ميل النفس للشيء وإرادته والرغبة في فعله أو التلذُّذ به والوقوع فيه..

ومن أوسع مفاهيم التعبُّد والتي تشتمل على رد واضح على أتباع نظريات قصر العبادة على الشعائر والأنساك - ذلك المفهوم الذي ترسخه آية اتخاذ الهوى إلهًا..

{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا} [الفرقان:43]..

فمعلوم ومحكم وظاهر أن الهوى ليس كيانًا ماديًا ولا حتى صنمًا حجريًا أو خشبيًا سيركع الإنسان له ويسجد..

الهوى هو ميل النفس للشيء وإرادته والرغبة في فعله أو التلذُّذ به والوقوع فيه..

الهوى شعور ومراد ورغبة..

فكيف إذا يتحوَّل إلى إله إلا إذا كان للألوهية مفهوم مختلف عن ذلك الذي يُصِرّ على غرسه التغريبيون..

ربما يتضح المعنى أيضًا من خلال الحديث الصحيح: «تعِس عبد الدرهم تعِس عبد الدينار» (رواه البخاري)..

فهذا أيضًا يقينًا لا يسجد للدراهم ولن يتوضأ ويصلي ركعتين للجنيهات!

وقطعًا هو لا يعتقد أن من خلقه هو الدولار ومن يحييه ويميته هو الريال والدينار!

من يُظهِر للعبادة مفهوم أشمل وأعم يضايق أهل العلمنة وعزل الدين داخل جدران المساجد وتفاصيل المناسك..

إنه مفهوم الطاعة والاتباع الكامل والتوجه المطلق لتحقيق مراد الإله..

فمن اتخذ إلهه هواه يُحرِّكه الهوى يمنةً ويسرةً ويتحكَّم في تصرُّفاته وأخلاقه ومعاملاته..

يعادي هذا على أساس الهوى ويأكل حق ذاك لأجل الهوى وينهش عِرض أولئك أو يعتدي على حُرماتهم لأن هذا مراد إلهه..
مراد هواه..

بذلك يكون عبدًا للهوى كما هناك عبد للدرهم وللدينار وحديثًا عبد للمأمور وذي الصولجان..

يُفهم من ذلك أن تلك الأمور التي اعتبر توجيهها للهوى تأليها له وتعبّد إليه - لا بُدَّ من توجيهها لله كما توجه إليه الصلوات والأنساك..

وهذا هو المفهوم الصحيح والشامل للعبودية وليست تلك المحدثة التي تختزل ديننا في العبادات وتعزِله عزلًا عن الحياة والممات..

بينما تعطي وتوجه ما ينبغي لله وحده إلى قيصر الهوى وكسرى المال والشهوة ونمرود الجاه والسلطان..

{أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}  [الفرقان:44]..
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 3,725
المقال السابق
[262] سورة الفرقان (7)
المقال التالي
[264] سورة الفرقان (9)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً