تدبر - [268] سورة الشعراء (4)

منذ 2014-08-02

ولقد اختار الله جل وعلا أن يكون محل تلقي وحيه وموضع نزول كلماته هو القلب..

{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [الشعراء:193-194]..

القلب..

ذلكم العضو القيادي الذي إن صلح صلح الجسد كله وإن فسد فسد صاحبه والذي لا ينفع المرء مالٌ ولا بنون إن لم يأتِ ربه بهذا العضو سليمًا مُطهَّرًا من الآثام والأحقاد والأمراض والآفات..

ولأن هذا القلب هو المحل الأصلي لتلقي الوحي ابتداءً فإن تمام الذكرى وكمال التأثر والفهم لهذا الوحي لا يكون بمعزلٍ عنه ومن هذا قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [ق من الآية:37]..

فإن اعترى ذلك المحل الخلل ولم يكن به من الحياة ما يجعله أهلًا لتلقي الوحي وفهمه أو بمعنى أبسط: لم يكن له قلب مُتجهِّز ومستعد لتلقي تلك المعاني - فلا مناص حينئذ من أن يجاهد المرء نفسه ويكون حاله كحال من {أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق من الآية:37]..

ومن خلال إلقاء السمع والتدبر والتأمُّل وشهود المعاني الإيمانية وملامسة الكلمات الربانية والحروف القرآنية فإن الظن بالله أن يأتي اليوم الذي يرزق فيه من داوم على ذلك البذل قلبًا..

لكن ليس أي قلب..

بل قلب يتذكَّر ويعي.. قلبٌ حي.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 2,047
المقال السابق
[267] سورة الشعراء (3)
المقال التالي
[269] سورة الشعراء (5)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً