أقسام الرياء
الرياء أعاذنا الله منه أقسام ودركات ينبغي لكل مسلم أن يعرف هذه الأقسام؛ ليهرب منها
الرياء أعاذنا الله منه أقسام ودركات ينبغي لكل مسلم أن يعرف هذه الأقسام؛ ليهرب منها وهي على النحو الآتي:
1- أن يكون العمل رياءً محضًا، ولا يراد به إلا مراءاة المخلوقين كحال المنافقين: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء:142]، وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام، وقد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج وغيرهما من الأعمال الظاهرة، وهذا العمل لا شك في بطلانه وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة، والعياذ بالله.
2- أن يكون العمل لله ويشاركه الرياء من أصله -أي من أوله إلى آخره- فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه وحبوطه أيضًا.
3- أن يكون أصل العمل لله ثم طرأت عليه نية الرياء أثناء العبادة فهذه العبادة لا تخلو من حالين:
أ- أن لا يرتبط أول العبادة بآخرها، فأولها صحيح بكل حال وآخرها باطل. مثل ذلك: إنسان عنده عشرون ريالًا يريد أن يتصدق بها، فتصدق بعشرة خالصة لله، ثم طرأ عليه الرياء في العشرة الباقية، فالصدقة الأولى صحيحة مقبولة، والثانية صدقة باطلة لاختلاط الرياء فيها بالإخلاص.
ب- أن يرتبط أول العبادة بآخرها فلا يخلو الإنسان حينئذ من أمرين:
الأمر الأول: أن يكون هذا الرياء خاطرًا ثم دفعه الإنسان ولم يسكن إليه، وأعرض عنه وكرهه، فإنه لا يضره بغير خلاف، لقوله صلى الله عليه وسلم: «
» (مسلم:127).الأمر الثاني: أن يسترسل معه الرياء ويطمئن إليه ولا يدافعه ويحبه فتبطل جميع العبادة على الصحيح؛ لأن أولها مرتبط بآخرها، مثال ذلك من ابتدأ الصلاة مخلصًا بها لله تعالى ثم طرأ عليه الرياء في الركعة الثانية واسترسل معه إلى نهاية صلاته، ولم يدافعه فتبطل الصلاة كلها لارتباط أولها بآخرها.
4- أن يكون الرياء بعد الانتهاء من العبادة.
وأما إذا عمل المسلم العمل لله خالصًا ثم ألقى الله الثناء الحسن في قلوب المؤمنين بذلك، ففرح بفضل الله ورحمته، واستبشر بذلك لم يضره ذلك، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يعمل العمل لله من الخير ثم يحمده الناس عليه، فقال: «
» (مسلم:2642).
(من كتاب الحاوي في التفسير)
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: