الهمّ في الإسلام - القلب السليم

منذ 2014-08-30

الهم هو القائد، فإذا كان الهم سليما كان العقل سليما وكانت المشاعر سليمة، وفساد الهم يؤدي إلى فساد السمع والبصر والعقل والمشاعر والعمل.

كلمة (القلب) في الشرع تشمل ثلاثة أمور هي:

 

1ـ العقل: فيقول تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا}، وفي تفسير اللباب في علوم الكتاب: "{لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} قال ابن عباس (رضي الله عنهما): أي عَقْل" ( اللباب في علوم الكتاب ـ دار الكتب العلمية - بيروت).

 

ـ والعقل هو محل العلم واليقين والاعتقادات والنية والإخلاص والهدف.

الهم: ففي تفسير القرطبي:  ({لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} أَيْ سَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ، مُعْرِضَةً عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، مُتَشَاغِلَةً عَنِ التَّأَمُّلِ وَالْتَفَهُّمِ، مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: لَهَيْتُ عَنْ ذِكْرِ الشَّيْءِ إِذَا تَرَكْتُهُ وَسَلَوْتُ عَنْهُ)، فموضع الغفلة في القلب: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا}، {بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا}، (الغمرة) أي الغفلة، ويقال للخاشع في الصلاة حاضر القلب أي غير منشغل الهم بالدنيا.

3ـ المشاعر: مثل الحب والخوف والرجاء: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} أي خافت.

ـ إذن معنى وجود الإيمان في القلب أي وجوده في العقل والهم والمشاعر، ومعنى غياب الإيمان من القلب أي غيابه من الهم والمشاعر لأن الإيمان لا يغيب من العقل.

ـ بعض الناس يقولون أن أهم شيء هو الإيمان الذي في القلب (وهذا صحيح)، ويقول الواحد منهم أن الإيمان موجود في قلبي فأنا مقتنع تماما بالله والآخرة والحساب والعقاب والحمد لله، فهو يحسب أن إيمان القلب هو الاقتناع العقلي فقط، في حين تجد همه ومشاعره لا يعرفان غير الدنيا.

ـ يحسب البعض أن المنافق هو الذي يقول بلسانه ما ليس في عقله واقتناعه، ولكن المنافق هو الذي يقول بلسانه ما ليس في همه ومشاعره، فالإيمان موجود في عقل جميع الناس مسلمين وغير مسلمين.

ـ يحسب البعض أن الإسلام عبارة عن اعتقادات وعمل بالجوارح فقط، ولكن الإسلام عبارة عن اعتقادات يتم ترجمتها من خلال الهم والمشاعر وعمل الجوارح.

مفهوم القلب السليم:

ـ القلب في الشرع يشمل العقل والهم والمشاعر، والقلب السليم معناه عقل سليم وهم سليم ومشاعر سليمة.

ـ والهم هو القائد، فإذا كان الهم سليما كان العقل سليما وكانت المشاعر سليمة، وفساد الهم يؤدي إلى فساد السمع والبصر والعقل والمشاعر والعمل.

ـ ولكي يكون الهم سليما لابد من وجود شروط (تأتي لاحقا).

حسني البشبيشي

باحث إسلامي

  • 3
  • 0
  • 5,511
المقال السابق
الهم في القرآن
المقال التالي
الشهوات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً