الهمّ في الإسلام - الهموم العابرة
«كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ فينفخ فكأن ذلك ثقل على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا»
الهم الأساسي والهموم العابرة:
ترتيب القضايا في هم الإنسان الطبيعي تكون على حسب أهميتها وخطورتها، لأن الهم ينشغل بالأمر الخطير ولا ينشغل بالأمر التافه، ويكون انشغاله بالأمر الأخطر أكبر من انشغاله بالأمر الأقل خطورة، وحيث أن هناك قضية واحدة هي الخطر كله وباقي القضايا قيمتها بسيطة جدا بالمقارنة بهذه القضية الخطيرة فهناك قضية واحدة مسيطرة على الذهن مستمرة وقضايا أخرى عابرة هامشية، القضية المسيطرة هي خضوع الإنسان (وقوعه تحت قدرة الله وعلمه وأنه ملك لله) وقيام الكارثة الكبرى (الآخرة)، وجميع القضايا الأخرى لا قيمة لها في خطورتها مهما كانت أمام هذه القضية الخطيرة فهو منشغل بها عن باقي القضايا.
ـ فعند وجود أكثر من قضية هامة ينشغل الإنسان بالقضية الأخطر والأكبر ولا ينشغل بالقضايا الأقل في الأهمية أو يكون انشغاله بها ضئيلا، ولتوضيح ذلك ففي الحديث: «الدنيا أمامه مشكلة الفقر ومشكلة الزواج والسكن وتوفير الطعام والشراب ومشكلة الظلم ويريد عمل مشاريع تجارية مثلا وأمامه أيضا مشكلة الآخرة ومشكلة أنه واقع تحت السيطرة والمراقبة والهيمنة من قدرة الخالق الهائلة، فبماذا ينشغل هم الإنسان الطبيعي؟، يكون الهم الأكبر المسيطر عليه هو صورة الآخرة وصورة خضوعه لله لأن كل شيء يفنى وتبقى القضية الأكبر والأخطر.
» (صحيح الترغيب والترهيب، ج: 3، برقم: 3578)، كذلك الإنسان فيـ فنفس الأمر عند العاقل في الدنيا فهو منشغل بأمور الآخرة عن أمور الدنيا وشهواتها.
ـ فتصور أمر الآخرة يكدر على الإنسان حياته ويجعله لا ينعم بالحياة، ففي الحديث: «الألباني: صحيح (جامع الترمذي، ج: 4، ص: 620، رقم: 2431).
» قال الشيخ- المصدر: