تدبر - (361) سورة فصلت (2)
والتشغيب والتزهيد في محل الحق هو منهاج أهل الباطل، وسلوكهم المطرد في مواجهة دعاوي الإصلاح والتغيير، {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ..}.
والتشغيب والتزهيد في محل الحق هو منهاج أهل الباطل، وسلوكهم المطرد في مواجهة دعاوي الإصلاح والتغيير، {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ..} [فصلت:26].
البداية في النهي عن سماعه مجرد السماع..!
فإن لم يتمكنوا من تزهيد الناس في سماع الحق يأتي دور التشغيب والتشويش: {..وَالْغَوْا فِيهِ..} [فصلت:26].
أثيروا الضوضاء حوله وشغبوا على دعاته بكل وسيلة، الفتوا انتباه الناس عنه باللغو واللعب والملهيات المختلفة، حتى إذا ما سمعوه لم يفقهوا شيئًا، ولم يكد يصل إلى قلوبهم بعد تلك الحواجز المشوشة عليه، هذا هو منهجهم وتلك وسيلتهم..
{..لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} [فصلت:26].
وهذا يحمل شهادة للقرآن واعتراف من أعدى أعدائه، وإقرار له بالقوة التأثيرية الكاسحة، فسبيل الغلبة والنصر في نظرهم هو منع سماع القرآن، والحيلولة بينه وبين الناس..
إنهم يدركون في أعماق أنفسهم أنهم ضعفاء، وأن حجتهم داحضة، ويدركون كذلك أن للقرآن حلاوة وعليه طلاوة، وأنه يعلو ولا يعلى عليه، لذلك لجأوا صاغرين إلى وسيلة الضعفاء والخائفين (المنع، والتشغيب).
{فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} [فصلت:27].
- التصنيف: