شكراً.. أعطوها لمن يستحقها

منذ 2014-11-09

فإن كلمة شكر من زوج لزوجته أو من زوجة لزوجها تُعبّر عن التقدير، حتى لو كان ذلك لأقل الأشياء أهميه وحتى لو كان لبعض الأمور التي قد تُصبح مع مرور الوقت من الأمور البديهية في الحياة العائلية، لا بدّ أن يكون لها أثرها الكبير في زيادة التقارب بينهما وفي تعميق وتأصيل العلاقة بين جميع أفراد العائلة.

من طبيعة النفس البشرية بأنها تواقة لترى ثمار معروفها لتستمر أو تزيد في العطاء، هذا مايشهد به الواقع، ولا يقدح في الإخلاص لله في فعل ذلك الشيء.

ومن أجمل وأرق وأفضل ثمار المعروف الذي تتوق له النفس البشرية هي الكلمة الرقيقة، الساحرة، الدافئة واللطيفة، نعم أنها كلمة الشكر، وخير ما قيل في تعريف الشكر: إنه عرفان الإحسان، فهناك شكر واجب علينا جميعا فهو شكر الخالق المنعم علينا بنعمه الكثيرة قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة:152]. فشكر الله تعالى يكون بالقول والعمل معاً.

وهنا لا بد أن أورد ما أنزله الله تعالى  في كتابة الكريم حول الكلمة الطيبة في التعامل  وقوله تعالى: {مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [إبراهيم من الآيتين:24-25].

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم وإنما يسعكم منهم بَسط الوجه وحسن الخُلق، وإنّ هذه الأخلاق من الله تعالى فمن أراد الله به خيرًا منحه خلقًا حسنًا» (الأحكام الشرعية الكبرى).
وما قاله أحد الحكماء: "ازرع الكلام طيب الكلام فإن لم ينبت كله فلا بد من أن ينبت بعضه".

لا شكّ أنّ ما نمنحه لأولادنا من محبة، ومن حنان، وعطف يُعتبر من الأمور الرائعة التي من شأنها أن تجعل طفولتهم سعيدة، والتي لابدّ أن يكون لها تأثيرها وانعكاسها الإيجابي الفعّال على تكوين شخصيتهم في المستقبل. لكننا يجب ألا نَغفل أيضًا عن أمر آخر، هو في الواقع في غاية الأهمية، وهو بأن علينا أن نُعلّمهم أيضًا حسن التعامل مع الآخرين، وأن نزرع في نفوسهم البريئة الطاهرة شعور التعاطف نحو الآخرين وأن نعوّدهم على التعبير عن امتنانهم في مختلف الظروف ولو بكلمة شكر صغيره بحيث يصبح ذلك من الطباع الراسخة في نفوسهم. هذا ما علينا أن نُعلّمه لأولادنا، وكل ما علينا هو أن نعمل على أن يكون تصرفنا السّوي منارة لهم يُساهم في تأصيل مثل هذه العادة الحميدة في نفوسهم. فعندما يؤدي لك شخص ما عملاً ينبغي أن تشكره بقولك : "شكراً لكم"، أو "إنني أشكرك شكراً جزيلاً"  أو تعبر له عن فرحتك وسرورك بهذا العمل ومن ثم تشكره على ذلك. وهذا لن ينقص من قدرك شيئاً، لأن بعض الناس يعتقدون أن شكر الآخرين هو ضعف، على العكس هو قوة وطاقة تجد أثرها في نجاحك في المستقبل.

فلو بدأنا بالمحيط العائلي فإن كلمة شكر من زوج لزوجته أو من زوجة لزوجها تُعبّر عن التقدير، حتى لو كان ذلك لأقل الأشياء أهميه وحتى لو كان لبعض الأمور التي قد تُصبح مع مرور الوقت من الأمور البديهية في الحياة العائلية، لابدّ أن يكون لها أثرها الكبير في زيادة التقارب بينهما وفي تعميق وتأصيل العلاقة بين جميع أفراد العائلة.

كلمة الشكر دائماً تعّبر عن الثناء والتشجيع يقولها مدير العمل لموظفيه بمثابة الحافز الذي يشجعهم على المزيد من العطاء وعلى التفاني والإخلاص، فهي في الواقع تمنح الموظف المنضبط المزيد من الزخم وتجعله يضاعف جهوده كما قد يكون تأثيرها الايجابي حتى على الموظف الغير منضبط بأكثر من أية طريقة أخرى مثل الزجر والعقاب والتأنيب.

لماذا لا نعّبر عن شكرنا حتى لمن يؤدون لنا الخدمات كسائق سيارة عامة، أو عامل مصعد، أو عاملة خدمة، صحيح بأننا نسدد مقابل تلك الخدمات لكن كلمة الشكر دوماً لفته كريمة تشعرهم بقيمتهم الإنسانية.

وهنا لا بد أن أشير إلى تعاملنا الاجتماعي الراقي لا ينبغي أن يقتصر على التعامل مع طبقة اجتماعية معينة، كما ليس المطلوب بأن يظهر في مواقف محددة.

جعلنا الله من الشاكرين الحامدين له على نعمه الكثيرة، وجعلنا من يعطي كل ذي حق حقه حتى لو بكلمة واحده.

 

دخيل بن سليمان المحمدي

المصدر: موقع عيون المدينة
  • 3
  • 2
  • 7,289

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً