كيف ندعو الناس - الشق الروحي والمادي

منذ 2014-11-24

ولو أن الإسلام كان حيا في نفوس أصحابه، وليس مجرد تقاليد خاوية من الروح، فقد كانت الأمة الإسلامية قمينة أن تقدم للبشرية نموذجا حضاريا مختلفا عن النموذج الجاهلي الغربي الذي ينتقل من اختلال إلى اختلال، والذي لا يستوعب في أي طور من أطواره إلا أحد شقي الإنسان: إما الشق الروحي، وإما الشق المادي.

إنما حدث التعارض والتناقض في أوروبا، نتيجة خلل في الدين الذي كانت تعتنقه، وخلل في الكيان الذي أورثها إياه ذلك الدين، لا لأن الدين بطبيعته مناقض للعلم، ولا لأن العلم يمكن أن يكون بديلا من الدين!
ولو أن الإسلام كان حيا في نفوس أصحابه، وليس مجرد تقاليد خاوية من الروح، فقد كانت الأمة الإسلامية قمينة أن تقدم للبشرية نموذجا حضاريا مختلفا عن النموذج الجاهلي الغربي الذي ينتقل من اختلال إلى اختلال، والذي لا يستوعب في أي طور من أطواره إلا أحد شقي الإنسان: إما الشق الروحي، وإما الشق المادي.
إما الشق الذي يعمل من أجل الآخرة، ويهمل الحياة الدنيا، وإما الشق الذي يعمل من أجل الدنيا ويهمل الآخرة، ويعجز في جميع الأحوال عن استيعاب الإنسان كله كما خلقه الله، بشقيه معا مجتمعين مترابطين: قبضة الطين ونفخة الروح: {إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين . فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين} [ص: 71-72].
 

محمد قطب إبراهيم

عالم معروف ، له مؤلفات قيمة ومواقف مشرفة.

  • 0
  • 0
  • 2,310
المقال السابق
التقدم العلمي والتكنولوجي
المقال التالي
عجز الأمة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً