تُرى متى نفهم؟!
متى نتعلّم من دروسٍ مُتكرِّرة دفعنا ثمنها باهظًا على حساب وحدة صفنا ووحدة كلمتنا وتوحُّد قوتنا؟! العصبية والتسرُّع والتشدُّد في المواقف وفي الاتباع لشيخٍ أو جماعة أو حزب أو مذهب من الأمراض التي فتكت وتفتك بالأمة.
أبدأ بسؤال: متى نتعلّم من دروسٍ مُتكرِّرة دفعنا ثمنها باهظًا على حساب وحدة صفنا ووحدة كلمتنا وتوحُّد قوتنا؟!
العصبية والتسرُّع والتشدُّد في المواقف وفي الاتباع لشيخٍ أو جماعة أو حزب أو مذهب من الأمراض التي فتكت وتفتك بالأمة.
مرض تسبّب في تفرُّق الأمة وتباغض أبناءها وتشتّت جهدهم ووهن عزمهم واختلاف كلمتهم.
العصبية تسوق أصحابها إلى مبدأ من ليس معي فهو ضدي.. فيبدأ في عِداء من ليس على طريقته أو مذهبه أو جماعته أو شيخه...!
رأينا هذا التصرّف الأحمق في جماعات التكفير ورأيناه أيضًا في غلاة الجرح والتبديع...!
تعصّبٌ لقول الشيخ أو الجماعة ينافي تمامًا روح الإسلام وتعاليم خير الأنام صلى الله عليه وسلم.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « : {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} » (رواه البخاري).
ما أجمل تلك الحلول التي وردت في حديث سيد الأمة ومُعلِّمها وطبيبها الأول:
لا تُشدِّدوا فإن الدِين يُسر، ومن تشدّد غلبه الدِين بما طيبه الله به من شمولٍ وحكمة وطبيعة مرنة متكاملة تضاد العصبية والتشدّد والتضييق.
سدِّدوا.. قاربوا.. أبشروا..
استعينوا بالصبر والصلاة والقوة والنشاط.
فهل عملنا بما أشار إلينا مُعلِّمنا؟
والسؤال الآن يتكرَّر: متى نتعلّم من دروسٍ مُتكرِّرة دفعنا ثمنها باهظًا على حساب وحدة صفنا ووحدة كلمتنا وتوحُّد قوتنا؟
تُرى.. متى نفهم؟!
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.