كيف ندعو الناس - لعبة الديمقراطية
ولو لم يكن في دخولنا لعبة الديمقراطية من خسارة، إلا تمييع قضية لا إله إلا الله وقضية الشرعية، لكان هذا كافيا لتجنب الخوض في اللعبة، أيا تكن الفوائد الجزئية التي يمكن أن تتحقق من دخولنا البرلمانات، والتي نخسرها حين نمتنع من الدخول فيها.
ولو لم يكن في دخولنا لعبة الديمقراطية من خسارة، إلا تمييع قضية لا إله إلا الله وقضية الشرعية، لكان هذا كافيا لتجنب الخوض في اللعبة، أيا تكن الفوائد الجزئية التي يمكن أن تتحقق من دخولنا البرلمانات، والتي نخسرها حين نمتنع من الدخول فيها.
وقد حرم الله الخمر والميسر مع أن فيهما - بصريح القرآن- منافع للناس؛ وإنما حرمهما كما صرحت الآية الكريمة، لأن إثمهما أكبر من نفعهما: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما} [البقرة: 219].
وهذه قاعدة فقهية نهتدي بها فيما ليس فيه نص، وقضية البرلمانات والدخول فيها ليس فيها نص، ولكن التدبر الواعي للقضية يصل بنا إلى أن تمييع قضية لا إله إلا الله ومقتضياتها، وتمييع قضية الشرعية، يؤثر تأثيرا عكسيا على الدعوة؛ لأنه يشتت وعي الجماهير بهاتين القضيتين الرئيسيتين من قضايا الدعوة، وهما: أن تحكيم شريعة الله إلزام رباني لا يستفتى فيه الناس، وليس منشأ الإلزام فيه أن يرضى عنه أكثرية الناس، أو لا يرضوا، إنما منشأ الإلزام فيه هو كوننا مسلمين، بل هو مجرد زعمنا أننا مسلمون.
وأن الشرعية في دين الله لا علاقة لها بعدد الأصوات التي ينالها فلان أو فلان، فإنما يتعلق عدد الأصوات بشخص الحاكم الذي تختاره الأمة ليطبق شريعة الله، لا بنوع الحكم الذي يزاوله الحاكم، والذي لا خيار فيه لأحد من الناس، حكاما كانوا لا محكومين، بعد أمر الله الملزم بتطبيق الشريعة، وحكم الله الصريح بنفي الإيمان البتة عمن يعرض عن شريعة الله: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك} [النساء : 65]. {وما أولئك بالمؤمنين} [النور:47].
- التصنيف:
- المصدر: