دائرة الحياة وهوة الموت
يظل الإنسان يعدو في دائرة الحياة، تلك الدائرة التي اتخذت الموت مركزًا لها منذ الأزل!
يظل الإنسان يعدو في دائرة الحياة، تلك الدائرة التي اتخذت الموت مركزًا لها منذ الأزل! هذا المركز الذي هو هوة سحيقة. وبينما يدور الإنسان فهو يبذر بذور النجاح أو بذور الخيبة ويسقيهم من ماءٍ واحد، ماء جهده في البذر والحرث والعناية..
يدور وهو مربوط بهوة الموت برباط متين يشده باستمرارٍ إليه، ويمضي في الدائرة مقتربًا من مركزها ومبتعدًا... كلما أصابه المرض أبطأ في عَدْوه فاقترب من الموت وشم رائحته، التي هي أعراض المرض ومعاناته!! وكلما صح أسرع في عدوه فابتعد عن الهوةِ وأكمل مشواره.
يقضي الإنسان في عَدْوه زمنًا زاد أم قصر، إلا أن النهاية واحدة وهي أن يسقط في الهوة السحيقة، مركز دائرة الحياة.. الموت. ويحدث السقوط بأحد احتمالين لا ثالث لهما، إما تقل سرعة عدوه إلى الصفر نتيجةً لمرض الموت.. فيسقط تدريجيًا، وإما أن يجذبه الرباط على حين غِرةٍ.. فيسقط فيها أيضا ولكن فجأة..
وكلا الاحتمالين يفضيان إلى الهوة حيث عالمٍ غيرَ العالم، عالمِ الحصاد.. فإن كان الحصاد نجاحًا مضى في طريق الفلاح حيث جنة الخلد في آخر الطريق، وإن كان الحصاد خيبةً مضى في طريق الحسرة حيث جهنم في آخر الطريق..
اللهم ربَنا إننا هاوون هاوون في هوةِ الموت، فاجعل طريقنا بعدها هو طريق الجنة، برحمتك وليس بعملنا.. اللهم آمين.
- التصنيف: