عشر نصائح تُعين على أداء المسؤولية

منذ 2014-12-17

اتصف بمكارم الأخلاق ومـحاسن الصفات ما أمكن؛ فالمسؤول مهمـا كانت مسؤوليته يسيرة مطالبٌ بالتحلي بجميل الصفات وكريم الطباع كالصدق، والأمانة، واللين، والسمـاحة، والرفق، والرحمة، والتواضع، والعفو، والصبر، والحلم، والأناة، واللطف، ونحو ذلك مما يُحبب الآخرين في التعامل معك، ويُجبرهم على احترامك وتقديرك.

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وبعد؛ فيقول أحد الكُتاب : " إن الشعور بالمسؤولية هو طريق النجاح والفلاح ، والارتقاء حيال أية خطوةٍ أو مهمةٍ يقوم بها الانسان في كافة مجالات الحياة . ومن غير الشعور بالمسؤولية تتعطل الأعمال ، وتفشل الخطوات ، ويتراجع العطاء والانتاج " .

والمعنى أن المسؤولية تنطلق في الدين الإسلامي من منطلقٍ شرعيٍ يقول فيه الحق سبحانه : { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ }( المدثر : 38 ) ، ويقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم : " كلكم راعٍ ، وكلكم مسؤول عن رعيته " ، ويقول : " فأعط كل ذي حقٍ حقه " . 

ومن هنا ، فإن للمسؤولية في واقع حياتنا جوانب متعددة ، يأتي من أبرزها مسؤولية الإنسان تجاه مجتمعه وأُمته ، وهي مسؤوليةٌ توجب عليه أن يكون تعامله مع الجميع منطلقٌ من مبدأ المحبة واللطف ، وحُسن التعامل مع الآخرين ، والحرص على الصدق والأمانة في نُصحهم وخدمتهم والاهتمام بشؤونهم ، ولاسيما أن من آداب الإسلام وأخلاقه العظيمة أن من لم يهتم بأمر المسلمين ويحرص على صلاحهم فليس منهم لأن أبناء المجتمع المسلم إخوة ، تجمعهم المحبة في الله تعالى قبل كل شيء .

وفيمـا يلي عددٌ من النصائح التي لا شك أنها ستُعين - بإذن الله تعالى - في إداء المسؤولية على الوجه المطلوب وبالصورة الإيجابية ، ومنها :

( 1 ) أخلص نيتك أخي المسؤول مهما كانت مسؤوليتك لله تعالى وأصلحها ، واتق الله سبحانه في ما أنت مسؤولٌ عنه ، وأعلم أن المسؤولية أمانةٌ لا يُمكن أن تؤديها إلاّ بعونٍ من الله تعالى وتوفيقٍ وتسديد . 

( 2 ) اعرف تفاصيل المسؤولية التي يجب عليك القيام بها لأنك بذلك تتفاعل مع أدائها بصورةٍ أكثر لأنك تعرف ماذا يراد منك ، ومتى عرفت أهمية ذلك وأدركته على وجه التحديد سعيت بجدٍ وإخلاصٍ لتحقيقه وإنجازه .

( 3 ) اتصف بمكارم الأخلاق ومـحاسن الصفات ما أمكن ؛ فالمسؤول مهمـا كانت مسؤوليته يسيرة مطالبٌ بالتحلي بجميل الصفات وكريم الطباع كالصدق ، والأمانة ، واللين ، والسمـاحة ، والرفق ، والرحمة ، والتواضع ، والعفو ، والصبر ، والحلم ، والأناة ، واللطف ، ونحو ذلك مما يُحبب الآخرين في التعامل معك ، ويُجبرهم على احترامك وتقديرك .

( 4 ) كن مشغولاً بمـا أنت مسؤولٌ عنه ، فمن اشتغل بغير الـمهم ضيّع الأهم ، وليكن في علمك أنه ليس في الحياة متّسعٌ للهوامش والقشور والتوافه من الأمور ؛ فلا تؤجِّل القيام بمـا عليك القيام به من المسؤوليات لأنّها حينئذٍ تتراكم وتكثُر ، وقد تُهمل أو تُنسى فيصعُب عليك القيام بها ، وعندئذٍ تؤاخذ على تقصيرك .

( 5 ) اعلم - بارك الله فيك - أن الروتين والرتابة يقتلان روح المسؤولية ، فحاول أن تُجدِّد في أسلوب التعامل مع مسؤولياتك ، ولا تكن نمطياً أو جامداً على حالةٍ واحدة ، فالركود والتقليد الأعمى يحولان المسؤوليات إلى أعباء لا يطيق الكاهل حملها . واعلم أن شعور من حولك ومن يتعامل معك بكفاءتك وحرصك على توزيع المسؤوليات باشركك لهم في تحمُلها سيُشعرهم بالاطمئنان ، ويزيد ثقتهم بك ، ويُشجعهم على جميل التجاوب معك .

( 6 ) كن مُحباً لعملك ومسؤوليتك ، وأجتهد في أن تُقبل على ذلك كله بنفس راضيةٍ وهمةٍ عاليةٍ ، لتجد في ذلك الـمُتعة والأُنس والتسلية والسعادة . وعليك أن تهتم كثيراً بالعلاقات الإنسانية بينك وبين من حولك ومن تتعامل معهم من خلال مُراعاة مشاعر الزملاء ، والتلطف مع العاملين ، وتقدير الظروف ، واحترام الصداقة ، وغرس الثقة ، والاتصاف بالمرونة اللازمة في التعامل مع الأفراد والمواقف .

( 7 ) اعلم أن المسؤولية - مهمـا كانت يسيرةً في نظرك - إثراءٌ لأبعاد شخصيتك ، وتنميةٌ لقُدراتك ، وزيادةٌ في خبراتك ، وبقدر ما تأخذ المسؤولية من وقت الإنسان وجهده ، فإنها تـمنحه نُضجاً في الفكر ، وقدرةً على التحمل ، وزيادة في الخبرات ، ومن ثم تتحقق الثقة في النفس والقدرة على حُسن التصـرف في مختلف المواقف والظروف .

( 8 ) لا تنس ان أداء المسؤولية بروح الجماعة يُساعد كثيراً في القيام بالمسؤوليات ، ويعمل على التخفيف من ثقلها ، ويؤدي إلى الإبداع في انجازها ، فاحرص على روح الجماعة في أدائك لمسؤوليتك ، واجتهد في كسب احترام من معك ، وتأكد أنك ستكون مُبدعاً وناجـحاً لو تمكنت من ذلك ؛ لأنهم حينها سيكونون أول من سيتبنى رأيك ، وأكثر من يحرصون على نـجاحه لأنهم يعدون القرار قرارهم جميعاً ، ويرون أن المسؤولية مُشتركة بينكم .

( 9 ) استشعر - وفقك الله - أن المسؤولية تكليفٌ وليست تشـريف ، وهذا يفرض عليك أن تكون قوياً أميناً مصداقاً لقوله تعالى : { إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ } ( القصص : من الآية 26 ) . وهذا يعني أن من الواجب عليك أن تُراقب الله تعالى في كل شأنٍ من شؤونك ، وأن تكون أميناً في تحملك للمسؤولية ، مُخلصاً في أداء واجباتها ، سائلاً الله تعالى العون والتوفيق والسدّاد والصلاح والفلاح . 

( 10 ) أكثر من حمد الله تعالى وشكره عندما ترى أنك قد أديت ما يجب عليك أداؤه من مسؤولياتٍ وإن كانت يسيرة ، وليكن شكرك لله تعالى على ما حصل من التوفيق مستمراً وحافزًا لتحقيق المزيد فإنما تدوم النِعمُ بشُكرها.

وختاماً : أسأل الله تعالى لي ولك ولكل مسؤولٍ في المجتمع المسلم التوفيق والسداد ، والهداية والرشاد ، والحمد لله رب العباد. 

أ . د / صالح بن علي أبو عرَّاد
 

  • 3
  • 2
  • 24,594

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً