كادت السموات أن تتفطر

منذ 2014-12-22

وإن المحب يغار وغيرته تلك علامة حبه.. والمؤمن المحب لله يغار ويغضب إذا ما انتهكت حرمات مولاه، أو تطاول أحد على مقامه المقدس..

بل إن الجمادات التي يسميها الناس بغير العاقلة تغضب لله، وتغار على مقامه أن يُساء إليه!
لقد كادت السموات أن تتفطر والأرض أن تتشقق، والجبال أن تتهدم لقول فيه تطاول على مقام من لم يلد ولم يولد ولم يتخذ صاحبة ولا ولدًا..

{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا . لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا . تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا . أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا . وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا} [مريم:88-92].

إن الغضب لله والغيرة على حرماته من أهم نتائج الإيمان وعلاماته..
وكما أن محبة الله مقترنة بمعرفته ملازمة لها فإن الغيرة لا تنفك عن المحبة..

وإن المحب يغار وغيرته تلك علامة حبه، وبذلك نفهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شأن مشاعر المؤمن تجاه حرمات الله: «إنَّ اللهَ تعالى يَغارُ، وإنَّ المؤمِنَ يَغارُ، وغَيرَةُ اللهِ أن يأتِيَ المؤمِنُ ما حَرَّمَ اللهُ عليهِ» (صحيح الجامع:1901).

والمؤمن المحب لله يغار ويغضب إذا ما انتهكت حرمات مولاه، أو تطاول أحد على مقامه المقدس..
تأمل رد فعل تلك المخلوقات حين سمعت ذاك القول، وقارن بينه وبين رد فعل أقوام لا تتمعر وجوههم ولا تختلج قلوبهم عند سماع سب دينهم، والتطاول على مقام ربهم، والانتهاك المتواصل لحرماته، ولا يجدون غضاضة في الجهر بذلك التطاول

هل هي قلوب أقسى من تلك الحجارة؟! حجارة الجبال التي تكاد تخر غضبا لله. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 4
  • 0
  • 3,124

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً