الأرضُ تَتهيَّأ! لِمُلاقاة قدَر السماء
إنها إرهاصاتُ الأرض التي تَتهيَّأ؛ لمُلاقاةِ قدَر السَّماء، سيَنقَشِعُ ظلامُ ليل الجبَّارين، وتُشرقُ شمسُ نهار المُوحِّدين الصابرين.
أبشِروا؛ فالأرضُ تَتهيَّأ، لِمُلاقاة قدَر السماء.
بعد مَوجة الثورات العاتية، والتقلُّبات الحاميَة، والتمحيصات المُتدافعة، والأحداث المُتتابعة، والمخاضِ المُتعثِّر،
للفَتْح المُتستِّر، والصِّراع المَحموم بين حقٍّ مَهضوم، وباطلٍ مَسنُون.
فإنَّ حكمةَ اللهِ تعالى؛ تتأبَّى أن تكون كلُّ هذه الإرهاصات؛ لمُجرَّد أن يَستتبَّ الأمرُ للطُّغاةِ مِن جديد، وأن يَعود
المُفسدون إلى كراسِيهم وعُروشهم، كما كانوا أوَّل مرَّة، وأن يُحكِمُوا قَبضَتهم على الدِّين والدنيا.
هَيهاتَ هَيهات!
ما كانتْ لِتسيلَ من أجلِ ذلك دماءُ الأطهار، ولا تُنتهك أعراضٌ ليلَ نهار.
ولا يُفجع والدٌ بولدِه، ولا أمٌّ لِفَقْدِه، ولا زَوجٌ لبُعدِه.
ولا مِن أجل ذلك؛ انتُهكَت حُرمات، ودُهِسَت مُقدَّسات، وهُدِّمَت بُيُوتات.
ولَقد كان قادرًا ربُّنا في عُلاه؛ أن تَحصُل المِحنةُ اليومَ، وتزولَ غدًا، ولكنَّه حليمٌ عليم.
يَبتَلي ليُهذِّب، يَحلُمُ ليُقرِّب، يُمهِلُ ليُجرِّد، يَمكرُ لِيُعذِّب.
{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَالْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَاأَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران:179].
إنها إرهاصاتُ الأرض التي تَتهيَّأ؛ لمُلاقاةِ قدَر السَّماء.
سيَنقَشِعُ ظلامُ ليل الجبَّارين، وتُشرقُ شمسُ نهار المُوحِّدين الصابرين.
فأخذٌ بالأسباب المادِّية والمَعنوية، وصبرٌ جميل، وصلاةٌ وتهليل.
{عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ} [المائدة:52].
وعَلى اللهِ قَصْدُ السَّبيل.