شبكات التواصل والعقل الجمعي!
أنصحكم أن تختلوا بأنفسكم كل حين وتنفضوا عن رؤوسكم ما علق بها من أفكار غير مؤسسة تأسيسًا صحيحًا، هذا المعنى الجليل قد نبه الله الناس إليه حينما أُتُهِم رسول صلى الله عليه وسلم بهتانًا أنه مجنون، فنصحهم أن ينفردوا بأنفسهم أو بصديق ويفكروا بهدوء؛ ليكتشفوا أن هذا الاتهام هو اتهام لا يقوم على أساس، بل فقط نشأ في الأذهان نتيجة لعدوى العقل الجمعي.
لا أحد مهما كان وعيه وذكاؤه يستطيع أن يقاوم الانجراف مع تيار العقل الجمعي!
وأكبر تطبيق للعقل الجمعي في تاريخ البشرية هي شبكات التواصل الاجتماعي، معظم الناس بسببها لا يعلمون ما أصل أغلب أفكارهم، وهل هي مؤصلة علميًا ودينيًا ومنطقيًا أم لا؟ ذلك أنهم بُرمِجوا تلقائيًا على النطق بصوت الجمهور والتفكير بعقلهم!
العزلة كل حين مفيدة جدًا لأنها تتيح لك أن تنفض عن عقل ما علق له، نتيجة العقل الجمعي والاحتفاط فقط بما له أصل فكري حقيقي لديه.
وربما كانت عزلة الرسول صلى الله عليه وسلم في غار حراء كل حين في حياته قبل البعثة هدفها حماية الله إياه من التأثر بالعامة، وإبقاء ذهنه صافيًا غير ملوث، حتى إن نزل عليه الوحي كان بناءًا طاهرًا على أرض نقية خصبة ليس فيها تلوث بأفكار لا أساس لها، نتيجة كثرة الاختلاط بالجماهير.
أنصحكم أن تختلوا بأنفسكم كل حين وتنفضوا عن رؤوسكم ما علق بها من أفكار غير مؤسسة تأسيسًا صحيحًا.
هذا المعنى الجليل قد نبه الله الناس إليه حينما اتُهِم رسول صلى الله عليه وسلم بهتانًا أنه مجنون، فنصحهم أن ينفردوا بأنفسهم أو بصديق ويفكروا بهدوء؛ ليكتشفوا أن هذا الاتهام هو اتهام لا يقوم على أساس، بل فقط نشأ في الأذهان نتيجة لعدوى العقل الجمعي.
قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّـهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} [سبإ:٤٦].
- التصنيف: