إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ
إن حَمَلَةَ الرسالة الصادقين يتحركون لبلاغ رسالتهم، ويأتون أقوامهم، ويبحثون هم عن المدعو حيث كان، ولا ينتظرونه حتى يأتيهم راغبًا وحده.
{إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ} [يس:13].
{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ} [يس:20].
{جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ} [يونس:13].
كثيرًا ما يستعمل لفظ المجيء في كتاب الله عند وصف حركة الداعين إلى الله، وأصحاب الرسالات.
إنهم قوم لا ينتظرون في بيوتهم، أو على أرائكهم الوثيرة.
إنهم قوم لا يكتفون بتلك الدعوة الوجيهة؛ التي تتصدر بها المجالس، وتحتشد بالمريدين والمحبين، ويشار إلى صاحبها الوجيه المهيب بالبنان.
للأسف البعض ظن أن هذا المشهد الأنيق الوجيه للمحاضر الذي يلتف حوله المريدون هو المشهد الوحيد والمبتغى لمن سلك سبيل الدعوة إلى الله، وهذا وإن كان مقبولًا في مواطن التعلم الأكاديمي، فإنه لا يصح أن تقتصر عليه النظرة والتصور.
إن حَمَلَةَ الرسالة الصادقين يتحركون لبلاغ رسالتهم، ويأتون أقوامهم، ويبحثون هم عن المدعو حيث كان، ولا ينتظرونه حتى يأتيهم راغبًا وحده.
تلك الحركة والإتيان والمجىء هي الأقرب لهدي الأنبياء والمرسلين.
وهي سلوك من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، من أولئك الغيورين الباذلين المضحين.
- التصنيف: