أمة التحريف والاحتيال .. وصنيعهم بالمسجد الأقصى

منذ 2015-01-06

أيها المسلمون: تحدثت آيات القرآن عن اليهود بتفصيلٍ وكثرة لا يوجد مثلها في الكثرة حتى في الحديث عن كفار مكة الذين قاتلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتصدوا لمواجهة دعوته، وقد أشار بعضُ الباحثين إلى أن عدد الآيات التي تحدثت عن اليهود في القرآن بلغت ثمانمائةً وخمساً وثلاثين آية!! والله أعلم.

الخطبة الأولى:

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)

أما بعد، فيا عباد الله أُوصيكم ونفسي بالتقوى، فإن التقوى خيرُ الزاد، وهي التي تنفع صاحبها يوم التناد، ومن اصطحب التقوى أمِن يوم المعاد (أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).

يا عبد الله، أرأيت لو أنَّ رجُلاً غريباً أوى إلى دارك، وأنت قَبِلتَ بوجودِه مُرغماً لظرفٍ أجبرك على ذلك أو لحاجةٍ كانت تعتريْه، أو كمجاملةٍ لمن أشار عليك بقبوله وإيوائه، أو غيرِ ذلك من الصُّوَر. أرأيتَ إنْ كان هذا الذي أحسنتَ إليه بعد أن نزل دارك لا يُقدِّرُ لإحسانك قدرَه، ويظن أنه ذو استحقاق في دارك، ولا يحق لك أن تُخرجَه منها، أرأيت إنْ أضاف إلى ذلك أن يتصرَّف فيها تصرُّف المُلاك، فيهدمُ في بعض أطرافها ويبني، ويمنعُك من التصرُّف في بعض شأنها ويمنح... حتى آل الأمر أنْ أصبحت من بعدِ رضاك به- كارِهاً لوجوده، متحاملاً على نفسِك بعد كِبَرِ سنِّك وعجزِك عن إخراجه. ثُم إذا بك تستعين على إخراجه بكل حبيب وقريب، فإذا بهم قد أَبَوا عليك، ووعدوك بالوعود المعسولة أنَّ طيشه عما قليل يزول، وأن عدوانه عليك لا بُد وأن ينتهي، أرأيت إن بلغ عدوانه مبلغَ الطمعِ في حُرُمات البيت من نسائك وبناتك، والتحويمِ حول حُجُراتهن، بل وانتهاك خصوصيتهن مرةً إثر أُخرى، فاستغثتَ بكُلِّ مَن تَعرف مِن أولئك (أصحاب الوعود) فلم يزدهم ذلك إلا تخديراً لك بأن ما تخافه لن يقع، بل وأغرقوك في الوهم الذي يُضعف من عزيمتك، ويُوهن من غضبتك، ولربما ساهموا في إضعافك وإضعاف أبنائك حسياً وجسديا كما فعلوا قبلَ ذلك معنوياً... فهل يشُك عاقلٌ بعد ذلك في خيانة هؤلاء مهما كتبوا وبرروا، وبالمصلحة والأمن تمسَّحوا، وهل يبقى للود معهم، والثقة في وعودهم من مجال، حتى ولو كانوا يحملون نفس اسم قبيلتك، وتجمعك وإياهم سحنةٌ مشتركة.

أيها المسلمون: تحدثت آيات القرآن عن اليهود بتفصيلٍ وكثرة لا يوجد مثلها في الكثرة حتى في الحديث عن كفار مكة الذين قاتلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتصدوا لمواجهة دعوته، وقد أشار بعضُ الباحثين إلى أن عدد الآيات التي تحدثت عن اليهود في القرآن بلغت ثمانمائةً وخمساً وثلاثين آية!! والله أعلم.

وقد أعلمنا الله في تلكم الآيات عن نفسياتهم وطبائعهم، وعن مكرهم وكُفرهم، وكان مما أخبرنا به عنهم: تحريفُهم للكلم عن مواضعه، وتبديلُهم لأوامر الله التي جاءتهم، واحتقارهم لغيرهم من الأمم، حتى إن عيسى - صلى الله عليه وسلم - لا يرد ذكره في أسفار التلمود إلا ويقرنوا لعنهم الله- باسمه قولَهم: ليختفي اسمُ الشرير!! - صلى الله عليه وسلم -، وحاشاه من سفاهة السفهاء، وإفك المفترين. وَذَكَرَ الله - عز وجل - عنهم كذلك احتيالَهم لتحليل ما حرَّم الله عليهم بأدنى الحِيَل، وحدَّثَ أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا ترتكبوا ما ارتكب اليهود، فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل)) رواه ابن بطة، وقال ابن كثير - رحمه الله -: إسناده جيِّد.

فأما العدوانية والتحريف فيمكن التمثيل لها بتحريفهم لإحدى الوصايا العشر المقدسة الواردة عندهم في سفر الخروج من التوراة، حيثُ تقول هذه الوصية: ((لا تسرق))، ومع وضوحها إلا إنه قد جرى تفسيرُها بواسطة علمائهم بالنهي عن خطف شخصٍ يهودي!!، وأما خطف غير اليهود فمصرَّحٌ به. وإنما كان عُمدتُهم في ذلك التحريف على نصوص التلمود المختلق.

وكذا حرَّفت اليهود الجملة الشهيرة: ((العين بالعين والسن بالسن))- بأن معناها دفعُ عينِ مالٍ مقابلَ العين المفقوءة!! وأبطلوا بذلك القصاص.

ولمَّا وَرَدَ في سِفْر العدد تعظيمُ شأن الموتى حرَّفوا ذلك بأنه مختص باليهود فقط، وعلى أساس ذلك يُبدي اليهودُ احتراماً سحرياً بالغاً للجثث والمقابر اليهودية، ولكنهم لا يحترمون جثث ومقابر غير اليهود... ومن ذلك انتهاكهم لحرمة مقابر المسلمين، وفي إحدى المرات لبناء هيلتون تل أبيب.

وماذا عن حُكم قتل غير اليهودي عند اليهود؟؟ أما قتل اليهودي عندهم- فجريمةٌ عُظمى، ولا بُد من معاقبة من يقوم به، وأما قتل غير اليهودي بمباشرة القتل له؛ فهذا أمرٌ محرَّمٌ، وفاعلُه مُرتكبٌ لخطيئة، إلا أن هذه الخطيئة لا تعاقب عليها المحكمة، وإنما يُحاسب عليها فاعلُها يوم القيامة، وأما التسبب في قتل غير اليهودي بطريقةٍ غير مباشرة فهذا ليس بخطيئة على الإطلاق. وفي هذا يقول اثنان من أهم شراح (شولبان آروخ) وهو من الكتب التي تضم تعاليم التلمود يقول هؤلاء وهم: دافيد هاليفي، وتوري زاهان ما نصه: ((يجب ألا يرفع المرء يده لإيذائه يعني غير اليهودي-؛ إذ يمكن إيذاؤه بصورةٍ غير مباشرة، مثلاً، نقلُ السُّلَّم بعد أن يقع في حفرة... ولا حظر هُنا؛ لأن الأمر تَمَّ بصورةٍ غير مباشرة)).

وأما إذا تحدَّثنا عن الاحتيال والكذب والمراوغة، فيهود أساتذة الدنيا في هذه الأبواب، فمن ذلك احتيالهم على تحليل الربا، وهو حرامٌ في شريعتهم، قال - تعالى -: (وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ)، وكانوا في بعض الأوقات يستخدمون حيلةَ أن يُعطي المقترضُ بعد مُدة من الزمن مالاً للمُقرض بزعم أنه نسبةٌ من الأرباح، وسواءٌ أربِح المقترض أم خسر، فإنَّ عليه أن يدفع هذا المبلغ من المال الذي يعدُّونه نسبةً من الأرباح، ما لم يأتِ بورقةٍ من المحكمة تُثبت خسارته، ومن المُتَّبَع أن تُوضعَ العراقيلُ أمام المقترض حتى لا يُعترف له بثبوت خسارتِه، فهو وإنْ خَسِرَ في ماله وتجارته؛ فلا بُد عليه من أن يدفع نسبةً من الربح لمن اقترض منه!! فيا لله العجَب، من الحِيَل الباردة.

ومن ذلك أيضاً- احتيالاتهم الكثيرة على تشريع منع العمل في يوم السبت الذي يُقدِّسه كثيرٌ من اليهود، وكانوا في بعض الأزمنة يسجنون ويعاقبون من ثبت عليه منهم أنه قام بفتح محله، أو ارتكب فيه شيئاً من المحظورات، ومع ذلك فلم يَسْلَم هذا التشريع من التحريف والعبث أيضاً، فمن ذلك أنَّ من الأمور المنصوص على تحريمها في يوم السبت: حلبُ البقر فيه، وَمِن حِيَلهم للتخلُّص من ذلك أن يأمروا بهذا العمل أحداً من غير اليهود ليقوم به، ومع أن هذا أيضاً محرَّمٌ إلا أنهم اخترعوا له حلاً وحيلةً، وهو أن يأمر اليهودي عامله غير اليهودي بعمل ذلك في غير يوم السبت، وأن يجعل مكافأة ذلك العمل مقسَّمةً على أيام الأسبوع، وأما إنْ كان ولا بُد من قيام اليهودي بذلك بنفسِه، فهاهنا لك أن تضحك إذا علمت أن لهم في ذلك طريقتين، أو مذهبين: فبعضُهم احتالوا بحيلة حقن الحليب بمادة تجعل لونه أزرقاً عند الحلب، وبعد حلبه يستخدمون تقنية معيَّنة لإزالة هذا اللون عنه، والمذهب الآخر الأكثرُ إضحاكاً، والأشدُ تحايلاً أنهم اكتشفوا حُكماً قديماً يسمحُ بإفراغ ضروع البقر يوم السبت إذا كان بغرض تخفيف معاناة البقرة من امتلاء ضروعها، شريطة أن يسيل الحليب على الأرض ويُهمل!! هكذا وجدوا الحُكم، حيثُ إن الهدف فيه التخفيف على البقرة لا طلبُ الحليب، وعليه فماذا يفعلون للاستفادة من هذا الحُكم؟! يذهب أحد المتدينين إلى حظيرة البقر ويضع الدلاء تحت الأبقار وهو عملٌ غير ممنوع- ثم يذهب للكنيس ليصلي، فيأتي بعده زميلٌ له معتزماً بحسن نية- أن يُفرغ الحليب من ضرع البقرة على الأرض تخفيفاً لمعاناتها منه، وإذا وجد دلاءً بالصدفة- تحت الأبقار!! فهل هو مُلزمٌ بإزاحتها؟! الجواب بالطبع: لا، ولذلك فهو يتجاهل وجود الدِّلاء، ويؤدي مُهِمَّتَه الرحيمةَ، ثم يذهب للصلاة في الكنيس. وأخيراً يأتي ثالثٌ من زملائهم المتدينين ويذهبُ إلى حظيرة الأبقار، فيكتشفَ مندهشاً الدِّلاء الملأى بالحليب، فيضعها في حافظة للحليب، ثم يلتحق برفاقه في الكنيس (ألا لعنة الله على الظالمين)، (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ).

أحبتي في الله، يا عباد الله، أيها المسلمون، إن هؤلاء الشرذمةِ البائسةِ المستعليةِ بحبلٍ من الغرب ما كان لهم أن يتسلطوا علينا وهم بمثل هذه العقليات، وقد كتب الله عليهم الشتات، وقذف بينهم العداوة والبغضاء ما كانوا ليتسلطوا علينا لو أنا عاملنا القضية إسلامياً، وعظَّمنا أوامر الله، وقمنا لله بما يجب من جهادٍ في سبيله، ومن موالاةٍ لأهل طاعة الله، وبغضٍ ومخالفة لأهل معصية الله، ولو أنا سلَّمنا قضيتنا لأهل الدين والتقوى، ولو أنا عرفنا نفسية يهود كما وصفهم الله... ولكن الأمور سارت بغير هذا الاتجاه، ولله الأمر.

فهل يسوغ تركُ الأمور تسير في طريقٍ معاندٍ لاختيار الأمة، ولمقتضياتِ دينها، وحكمِ الله ورسوله فيها.

هل يسوغ التباطؤ في حلَّ القضية، والتمسُّكِ بما أعطانا الله من أرضِ فلسطين، ومن المسجد الذي باركه الله؟!

هل يحق لأي زعيم عربي فضلاً عن الأفراد، أن يتنازل عن الأقصى، أو أن يتنازل عن أرض فلسطين المباركة لهؤلاء اللصوص المغتصبين.

وهل إذا بلغ أذى هؤلاء قتلَ الملايين في غزة وغيرِها، وبلغ مكرُهم أسوارَ وأساساتِ المسجد الأقصى، بل ويا للأسف قد بلغت قذاراتهم ساحات المسجد الأقصى فهل بقي للسِّلم والصُّلح بعد ذلك مجالاً؟ وهل يُمكن الانتظار أكثرَ من ذلك؟!

وإذا كان الأمر كذلك، فما حُكمُ من يُعينهم، ويُساهم في خنق وتدويخ الضحية ليقتلها السفاح؟! نعم هذا لا يكون قاتلاً -على المبادئ اليهودية التي ذكرنا بعضها آنفاً-، وأما في دين الله، وفي أعراف عقلاء البشر، فإن الأمر مختلفٌ جداً، والعياذ بالله.

ولذا فأنت تجد رمزاً يحمل هموم أمته مثل أردوغان كان له موقفٌ مشرِّف من الرئيس الإسرائيلي بيريز في مؤتمر دافوس الماضي، وتم تداول موعظة بليغة وجهها أحد الشبان الأتراك إلى الجنود المرابطين على حدود غزة من الجهة المصرية لمنع أي معونات خارجية لأهل غزة عبر الكثير من الوسائط الحديثة. بل لقد بلغ الغيظ والسعيُ لفضح اليهود إلى أحرار وعقلاء العالم حيث قوبل أولمرت في زيارته لأمريكا في شهر أوكتوبر المنصرم (2009) بالكثير من الاحتجاج، واتهامه بأنه مجرم حرب لقتله أهلَ غزة، وكان ذلك في جامعة شيكاغو في شيكاغو، وفي سان فرانسيسكو استُقبل باستقبال مماثل أيضاً، حيث ضجَّت القاعة بتسفيهه، ومطالبته بالخروج، ووصفه بأنه مجرم حرب، لم يفعل ذلك عربٌ ولا مسلمون، ولكنْ فَعَلَهُ طلاب الجامعات الأمريكية. وفي الوقت الذي تتداعى فيه المنظمات العالمية والدولية لكسر الحصار عن أهل غزة، لا نجد حراكاً عربياً أو إسلامياً مشرفاً في هذا الاتجاه إلا استثناءاتٍ يسيرة، لا تكفي وحدها، فلا إله إلا الله، أنُغلب على ديننا، أم أنُغلب على دفع عدوِّنا، أَمَا إنَّ هذا غير كائنٍ إن شاء الله، ما دام فينا كتابُ الله - تعالى -، ولكنه ابتلاءُ الله لنا، وإنْ نتولى يستبدل قوماً غيرنا، ثم لا يكونوا أمثالنا.

الخطبة الثانية:

الحمد لله العزيز الحميد، وأشهد ألا إله إلا الله هو على كل شيء شهيد، وأشهد أن محمداً عبدُ الله ورسوله فلَّ الله به هام الكُفر بالسيوف والحديد، حتى آب الناس إلى دين الله أفواجاً، وهلك من هلك عن بينة، وحيي من حيي عن بينة (وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ).

أما بعد: فيا عباد الله، قد أصبح مسجدكم معلَّقاً في الهواء، وحفرت تحته الأنفاق وبُنيت المتاحف والكُنُس، وبدأت الشروخ منذ زمنٍ ليس باليسير تظهر على جدرانه، بل لقد بدأت تظهر الخسوفات من هنا وهناك يعني انخساف الأرض لفراغ ما تحتها، وفيما يلي أذكر بعض نماذج لتعديات اليهود في المسجد الأقصى، وما حوله في الفترة الماضية، خصوصاً وأن بعض المؤسسات الفلسطينية تقول: ((لقد علمتنا تجارب السنين أن المؤسسة الإسرائيلية قد تلجأ بعد كلِّ حربٍ أو عدوان على العرب والمسلمين إلى أن تصب جام طغيانها وشرِّها على القدس والأقصى)) مؤسسة الأقصى للوقف والتراث.

وقد رصد هؤلاء الإخوة خلال حرب غزة وبعدها من التعديات على المسجد الأقصى ما يتضمن ما يلي:

1- قيام مجموعات يهودية بشعائرهم الدينية داخل المسجد الأقصى، وقراءة أجزاء من (التاناخ) كل ذلك بمباركة وحراسةٍ مشدَّدةٍ من الشرطة الإسرائيلية.

2- اقتحامات للمسجد الأقصى بالمئات تأتي على شكل مجموعات، ويساهم فيها رجالٌ من الساسة الإسرائيليين.

3- تحريض ودفع المجتمع الإسرائيلي لانتهاك حرمة الأقصى من قبل علمائهم ومرجعياتهم الدينية.

4- تحفيز الأطفال بالمسابقات لدخول المسجد الأقصى، وتسمية من يفعل ذلك ثماني عشرة مرة بأنه من أطفال الهيكل، مع منحه جائزة تقديرية، ومنحه وسام شرف لما قام به.

5- قيام جماعات من اليهود بالدعاء للجيش الإسرائيلي الذي كان يُقاتل في غزة في داخل ساحل المسجد الأقصى.

6- اقتحامات مكثَّفة وجماعية للشرطة الإسرائيلية، وجولات استفزازية.

7- السماح بدخول المتبرِّجات من الإسرائيليات والسائحات الغربيات بملابسهن الفاضحة إلى المسجد.

8- إيذاء المصلين والتضييق عليهم، ومنع إدخال وجبات إفطار الصائمين في رمضان.

9- منع رئيس حرس الأقصى المعيَّن من قِبَل الجهات الإسلامية من الدخول إلى المسجد الأقصى.

10- افتتاح عددٍ من الكُنُس اليهودية بصورةٍ استفزازية في أنفاق المسجد الأقصى، وبالقرب منه، حتى إن من ذلك افتتاح كنيسٍ يهودي على وقف حمام العين الإسلامي على مسافة لا تبعد أكثر من خمسين متراً عن الأقصى.

11- إقامة كنيسٍ يهودي مقبَّبٍ بقبةٍ ضخمة حتى لا تكون هوية المدينة للناظر إليها من بعيد هوية إسلامية بمظهر قبة الصخرة.

وغير ذلك كثير.

ألا رد الله كيدهم في نحورهم، وعجَّل الله بهلاكهم، ونصر إخواننا المرابطين في المسجد الأقصى، وفي أكناف المسجد الأقصى على يهود ومن شايعهم.

============

المعلومات عن كتب اليهود وأسفارهم، وعن صنوف من تحريفاتهم واحتيالاتهم منقولة عن كتاب: التاريخ اليهودي، الديانة اليهودية (وطأة ثلاثة آلاف سنة)، تأليف: إسرائيل شاحاك. ترجمة صالح سوداح. بيسان للنشر والتوزيع، ط1، 1995م.

حسن بن علي البار

حسن بن علي بن أحمد البار حاصل على الماجستير من قسم أصول الفقه بجامعة أم القرى بمكة المكرمة في تحقيق القياس من شرح بهرام الدميري على مختصر ابن الحاجب. حاصل على الإجازة العالية ((الليسانس)) من كلي

  • 0
  • 0
  • 5,572

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً