الاستقلال في المنهج!
يجب أن نفيق من غيبوبتنا وننطلق في طريقنا الذي رسمه لنا الله تعالى، وكان قدوتنا فيه رسوله صلى الله عليه وسلم دونما التفات لما يشاغلنا به عدونا، يجب أن نجاهد في الله حق جهاده بتربية النفس وبإحسان المنهج، وبالإنتاج الدؤوب وبالفِكر ثم الفِكر ثم الفِكر، ثم الفِكر ثم الجهاد بالنفس!
حتى متى ستظل أفعالنا هي مجرد ردود أفعال لأعدائنا؟!
إنهم يوهمننا أننا فاعلون بينما هم من بيدهم السيطرة الكاملة على أفعالنا! لأنها مجرد (ردود أفعال)!
من يدافع دائمًا فقط دون خطة مستقلة فليعلم أن دفاعه هو مجرد جزء من خطة عدوه، ولا يتوهمن أنه فعل شيئًا بإرادته.
من يريد النصر يجب أن يكون هو المتقدم والفَعَّال! إنهم كل حين يفعلون ما هو بمثابة خدعة (انظر العصفورة)! ليفعلوا ما يحلو لهم!
إنهم كالسارق في الحافلة عندما يؤلمك في كتفك ليسرق محفظتك، بينما أنت مشغول بإبعاد كتفك عنه!
يجب أن نغير من عقليتنا كي نفعل شيئا! ليس الحل أبدًا أننا نطلق هاشتاج (إلا محمد) و(لبيك يا رسول الله)، ونكتفي بهذا متوهمين أننا نجاهد في سبيل الله!
الحل هو الدعوة يا سادة!
الدعوة أولًا بالقدوة! والله الذي لا إله إلا هو لو ألفنا ملايين الكتب وأنشأنا ملايين المواقع، وأطلقنا بلايين (الهاشتاجات)، ونحن متخلفون قابعون في القاع متشبثون به وكأنه وطننا، والله إن ظللنا كذلك لن يغني عنا الكلام شيئًا!
فليراجع كل منَّا -وأنا أولكم- نفسه وليسأل نفسه:
- هل أفهم الإسلام حقًا؟
- هل أتبع شريعة الله حقًا؟
- هل أتبع سنة رسول الله حقًا؟
- هل أعطي كتاب الله حقه من البحث العلمي الدقيق، وليس سوء استخدامه لمجرد التبرك وقراءة الأوراد لحصد الحسنات؟
- هل أفهم معنى الذِكر في الإسلام أم أنني ما زلت متوهمًا أن نطقي بأذكار الصباح والمساء لا تغادر حنجرتي -دونما فهم ولا تدبر ولا خشوع ولا عمل بها- يغفر حقًا كل ذنوبي؟!
يجب أن نفيق من غيبوبتنا وننطلق في طريقنا الذي رسمه لنا الله تعالى، وكان قدوتنا فيه رسوله صلى الله عليه وسلم دونما التفات لما يشاغلنا به عدونا، يجب أن نجاهد في الله حق جهاده بتربية النفس وبإحسان المنهج، وبالإنتاج الدؤوب وبالفِكر ثم الفِكر ثم الفِكر، ثم الفِكر ثم الجهاد بالنفس!
أخي المسلم. فليكن لك منهجك المستقل، وإياك ثم إياك أن تترك نفسك لأعدائك ليكون (منهجك) هو فصل في كتاب منهجهم، اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.
توضيح:
لا أقصد أن نتجاهل الإساءة لرسولنا صلى الله عليه وسلم، لكن لا يكون فعلنا رد فعل، بل يكون فعلنا هو أن يدفعنا هذا أكثر في طريقنا الصحيح المرسوم لنا بالقرآن والسنة، إننا نحتاج نشر الوعي والفهم الصحيح للدين، وأن نبدأ بأنفسنا في هذا، إن فعلنا هذا كله فإننا لا نكون قد تجاهلناها، بل نكون قد رددنا بالرد الصحيح، وهو دفعنا في الطريق الصحيح والتقويم من أنفسنا.
هل نظن أنهم لم يأخذوا ردود أفعالنا في الحسبان قبل أن نفعلها؟ لا والله لقد خططوا هم لها قبل أن نفعلها ونحن لا نفعل إلا ما خططوا إليه، لا أقلل من شأن المقاطعة وغيرها من أنواع الاعتراض، لكن أخشى ثم أخشى أن نظن أن هذا هو الأمر وانتهى كل شيء، ثم ننسى ما حدث، ثم يشغلوننا بعصفورة أخرى إلى آخره.
إن ما حدث في فرنسا ليس مجرد إساءة لنبينا الكريم، بل هو كما حدث في 11 سبتمبر، إنه حادث منظم لاستعداء العالم علينا أكثر، إنه حادث منظم جدًا جدًا لصد المد الإسلامي في أوروبا، إن عدد المسلمين في أوروبا يتزايد باضطراد، لا أقول المهاجرين بل أقصد المسلمين من الأوربيين أنفسهم، وهذا الأمر يرعبهم، لذلك كان ينبغي أن يفعلوا ذلك بالتنسيق مع الخونة من حكام العرب والمسلمين.
ما أقوله فقط هو أن نعلم ما هو طريقنا وليس مجرد اتباع لما يريدون وننسى الأمر.
حسنًا فلنقاطع ولنطلق الهاشتاجات، لكن لا تكون دعايتنا للأمة منصبة على تحفيزهم على هذا وانتهى الأمر، بل تكون جُل دعايتنا في أن نكون فاهمين للإسلام متقدمين علميًا، جادين أقوياء حقًا بكل معاني القوة.
- التصنيف: