بين التابع و المتبوع - (6) لكل باطل علة وحُجة
فليست العبرة في مجرد وجود الحجج والأدلة؛ ولكن العبرة في حقيقة حُجيتها، وصحة توظيفها.
وليس من باطل على الأرض إلا ولِدُعاته حجج وعلل، بها يتبعهم الخلق، ومن خلالها يقتنعون بأنهم على حق؛ {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف:103-104].
فليست العبرة في مجرد وجود الحجج والأدلة؛ التي يستشهد بها المبطلون على زيفهم، ويخدعون بها الناس، ولكن العبرة في حقيقة حُجيتها، وصحة توظيفها، وموافقتها لكليات ومقاصد الشرع الحنيف، وصحة الإسقاط على الواقع، وعدم وجود فوارق واضحة؛ بين ما يُستدل به، وما يستدل عليه.
وإن أخوف ما خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته؛ قومًا سُمى لهم إمامة، لكنها إمامة ضلال وإضلال، وأقر لهم بعلم لسان، وجدال بالقرآن، لكنه علم وجدال لم ينف خطورتهم، وبشاعة مآل ما يصنعون بأتباعهم المساكين.
- التصنيف: