علي؛ القاضي الرائع
هذه الواقعة هدية لكل قاض قبل أن يتسرع في حكم؛ وهي بيان واضح لشدة ذكاء وفطنة علي رضي الله عنه.
من أعجب ما قرأت في تاريخ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قضاؤه في حالة كاد عمر بن الخطاب رغم فطنته وذكائه الفائق أن يخطئ في الحكم عليها، هذه الواقعة هدية لكل قاض قبل أن يتسرع في حكم؛ وهي بيان واضح لشدة ذكاء وفطنة علي رضي الله عنه:
عن خنبش بن المعتمر: "أنَّ رجلين أتيا امرأة من قريش، فاستودعاها مائة دينار، وقالا: لا تدفعيها إلى واحد منَّا دون صاحبه حتى نجتمع، فلبثا حولًا، فجاء أحدهما إليها، فقال: إنَّ صاحبي قد مات، فادفعي إليَّ الدَّنانير، فأبت، وقالت: إنَّكما قلتما لا تدفعيها إلى واحد منَّا دون صاحبه، فلست بدافعتها إليك، فثقل عليها بأهلها وجيرانها، فلم يزالوا بها، حتى دفعتها إليه، ثم لبثت حولًا، فجاء الآخر فقال: ادفعي إليَّ الدَّنانير، فقالت: إنَّ صاحبك جاءني، فزعم أنَّك مِتَّ، فدفعتها إليه، فاختصما إلى عمر بن الخطَّاب، فأراد أن يقضي عليها، فقالت: أنشدك الله أن تقضي بيننا، ارفعنا إلى عليٍّ، فرفعهما إلى عليٍّ، وعرف أنهما قد مكرا بها، فقال: أليس قد قلتما لا تدفعيها إلى واحد منَّا دون صاحبه؟ قال: بلى. قال: فإنَّ مالك عندنا، فاذهب فجئ بصاحبك حتى ندفعهما إليكما".
- الأذكياء؛ لابن الجوزي، ص:25.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: