الحل هو (5)

منذ 2015-02-03

فإما أن يهونوا التوصيف لكي تسهل الأمور، ويجدوا حلولًا سحرية مخدرة لا علاقة لها بحل المعضلات الحالية، التي لا يعترفون أصلًا أنها معضلات كما بينت في السطور السابقة، وإما أن يختاروا الاستسلام كَحل واليأس كخيار، وذلك حين يعترفون أن الواقع صعب، وأن الحياة صارت قاسية.

والتخلص من تلك المخدرات الفكرية، التي يحرص البعض على بثها في عقول مريديهم، مصورين لهم أن الأمور كلها سهلة وبسيطة، ومهونين من شأن الملمات العظيمة التي تمر بها الأمة، وموهمين أتباعهم ومصدقيهم أن الفتح أقرب إليهم من شراك نعالهم؛ قد تكون خطوة على طريق الحل.

لا بد من الإقلاع عن تعاطي تلك المخدرات الفكرية، والتحرر من هذه الأطروحات الوهمية ليُقَيَّم الواقع تقييمًا سليمًا، وليُدرك ببساطة أنه لا توجد حلول سحرية، وأنه ثمة فارق ليس بيسير بين التحليل والتوصيف من جهة، وبين إيجاد الحلول الناجحة، والسبل النافعة، التي تمكن المرء من حل تلك المعضلات المعاصرة من جهة أخرى.

والبعض للأسف تذوب لديهم هذه الفوارق، فإما أن يهونوا التوصيف لكي تسهل الأمور، ويجدوا حلولًا سحرية مخدرة لا علاقة لها بحل المعضلات الحالية، التي لا يعترفون أصلًا أنها معضلات كما بينت في السطور السابقة، وإما أن يختاروا الاستسلام كَحل واليأس كخيار، وذلك حين يعترفون أن الواقع صعب، وأن الحياة صارت قاسية.

ولو أن المرء استطاع أن يميز بين التحليل والتوصيف من جهة، وبين إيجاد الحلول من جهة أخرى، وأن يفرق أيضًا بين إيجاد الحلول المؤثرة والمغيرة، وبين القيام بواجب الوقت حتى لو لم يكن فيه الحل الجامع والعاجل؛ لاستقرت نفسه، ولاستطاع أن يجد له مكانًا سديدًا في ذلك الواقع القاسي، من خلال العمل والتأثير في إطار المتاح والممكن والواجب، وعن طريق تكامل الرؤى، بُغية الوصول لأقرب الحلول؛ عبر التفكير الجمعي ذي الوحدات المتواضعة المتعاونة، وليس من خلال المنقذ الأوحد، والبطل المنتظر؛ الذي يمتلك حصريًا كل الحلول والإجابات.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 1,438

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً