أعداء الطاهرة
وهذه الطائفة الحاقدة على الإسلام لو استطاعت الطعن في النبي - صلى الله عليه وسلم – لفعلت، لكنها لا تجرؤ على مقام النبوة؛ لأنها لو فعلت ظهر حقدها وهدمها للدين، فلا شيء بعد مقام النبوة، كيف وقد تجرؤا على القرآن، فقالوا بتحريفه، وهل بعد هذا الطعن من طعن؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وصحبه وآله وبعد:
يقول الله - تعالى -في محكم كتابه: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ).
ويقول أيضاً: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ).
فأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أمهات للمؤمنين، لا يجوز لأحد أن يتزوج بهن، ويجب على كل مسلم نشر فضائلهن والدفاع عنهن؛ لأن الله - تعالى -ارتضاهن أزواجاً لخليله محمد - صلى الله عليه وسلم - وهن نقلة السنة النبوية فيما يدور في بيوت النبوة وهن لسن كبقية النساء (لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ) وإن من أبغض نساء النبي- صلى الله عليه وسلم- لدى الروافض (أمنا عائشة - رضي الله عنها -) ولقد تهجم عليها هؤلاء الخبثاء قديماً ولا يزالون وسيستمرون، ومن أواخر ما سمعنا ما خرج من فم المجرم الأثيم " ياسر الخبيث ".
وهذه الطائفة الحاقدة على الإسلام لو استطاعت الطعن في النبي - صلى الله عليه وسلم – لفعلت، لكنها لا تجرؤ على مقام النبوة؛ لأنها لو فعلت ظهر حقدها وهدمها للدين، فلا شيء بعد مقام النبوة، كيف وقد تجرؤا على القرآن، فقالوا بتحريفه، وهل بعد هذا الطعن من طعن؟.
سئل بعض سلفنا عمن شتم أمهات المؤمنين؟ فقال: "زنادقة إنما أرادوا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فلم يجدوا أحداً من الأمة يتابعهم على ذلك فشتموا أزواجه وأصحابه".
ومن هنا طعن المنافقون في أمنا عائشة واتهموها بالفاحشة فنزلت براءتها من السماء قال - تعالى -(إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
قال الحافظ ابن كثير عند تفسيره هذا الآية: "وأجمع العلماء - رحمهم الله - قاطبة على أن من سبها بعد هذا أو رماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في الآية، فأنه كافر؛ لأنه معاند للقرآن".
وفي بقية أمهات المؤمنين قولان أصحهما أنهن كهي، والله أعلم.
وقد برأها الله - تعالى –بقوله: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).
فنزل فيها سبع عشرة آية من القرآن في سورة النور تحمل قصة أهل الإفك وبراءتها مما اتهموها به.
وقد عد العلماء هذه الآيات من فضائلها - رضي الله عنها -.
ومن فضائلها أن النبي صلى الله عيه وآله وسلم قال لها كما في الصحيحين: ((هذا جبريل يقرئك السلام قالت: و- عليه السلام - ورحمة الله)).
ومن فضائلها ما رواه الترمذي: ((أن جبريل - عليه السلام - جاء إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بصورتها في خرقة خضراء من حرير وقل له: إن هذه زوجتك بالدنيا والآخرة)) ومن فضائلها إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يتزوج بكراً غيرها.
ومن فضائلها أن النبي - صلى الله عليه وسلم – سُئل: ((أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة قال السائل فمِنَ الرجال قال: أبوها)).
ومن فضائلها أن إحدى نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءت إليه وتكلمت في عائشة فقال لها: ((لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة)) متفق عليه.
ومن فضائلها أنه - صلى الله عليه وسلم - لما اشتد عليه المرض استأذن أزواجه أن يمرض في بيت عائشة - رضي الله عنها -.
ومن فضائلها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فضل عائشة على النساء كفضل الزيد على سائر الطعام)) رواه البخاري.
ومن فضائلها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توفي وهو ما بين نحرها وسحرها وفي يومها، ودفن في بيتها.
وهذا غيض من فيض من فضائلها - رضي الله عنها -.
إن أمنا عائشة - رضي الله عنها - ستبقى جبلاً شامخاً تتكسر فيه أقلام الحاقدين
كناطح صخرة يوماً ليوهنها *** فما وهاها وأوهى قرن الوعل
سيخيب ويندحر أولئك الحاقدون من الروافض وغيرهم وسترفع راية القرآن والسنة بإذن الله - تعالى -
والله من وراء القصد،،
- التصنيف:
- المصدر: