أسباب النجاح في طلب العلم

منذ 2015-02-20

وللعلم ست مراتب: أولها: حسن السؤال، والثانية: حسن الإنصات والاستماع، والثالثة: حسن الفهم، والرابعة: الحفظ، والخامسة: التعليم، والسادسة وهي ثمرته: وهي العمل به ومراعاة حدوده.

 

قال ابن القيم رحمه الله:
وللعلم ست مراتب:
أولها: حسن السؤال، والثانية: حسن الإنصات والاستماع، والثالثة: حسن الفهم، والرابعة: الحفظ، والخامسة: التعليم، والسادسة وهي ثمرته: وهي العمل به ومراعاة حدوده.


1- حسن السؤال:
[أي أن لا يحرج المعلم بأسئلة غير واقعية وغير مفيدة، وأن لا يسأل حتى يكمل المعلم الدرس، ولا يكن قصده من السؤال التعجيز أو اختبار المعلم] فمن الناس من يُحرَمُه (العلم) لعدم حسن سؤاله: إما لأنه لا يسأل بحال أو يسأل عن شيء وغيره أهم إليه منه كمن يسأل عن فضوله التي لا يضر جهله بها ويدع ما لا غنى له عن معرفته، وهذه حال كثير من الجهال المتعلمين.

 

2- حسن الإنصات والاستماع:
[أن يركز الطالب فيما يقوله المعلم ويمعن فيه، لأن القلب الغافل لا يحصل على شيء] ومن الناس من يُحرَمُه (العلم) لسوء إنصاته؛ فيكون الكلام والممارات آثر عنده وأحب إليه من الإنصات، وهذه آفة كامنة في أكثر النفوس الطالبة للعلم وهي تمنعهم علمًا كثيرًا. ذكر ابن عبد البر عن بعض السلف أنه قال: "من كان حسن الفهم رديء الاستماع لم يقم خيره بشره". وقال بعض السلف: "إذا جالست العالم فكُن على أن تسمع أحرَص منك على أن تقول". وقد قال الله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37] فتأمل ما تحت هذه الألفاظ من كنوز العلم وكيف تفتح مراعاتها للعبد أبواب العلم والهدى، وكيف ينغلق باب العلم عنه من إهمالها وعدم مراعاتها، وها هنا ثلاثة أمور: أحدها: سلامة القلب وصحته وقبوله، الثاني: إحضاره وجمعه ومنعه من الشرود والتفرق، الثالث: إلقاء السمع وإصغاؤه والإقبال على الذكر، فذكر الله تعالى الأمور الثلاثة في هذه الآية.

 

3- حسن الفهم:
[وذلك لا يأتي إلا بحسن الاستماع] فسوء الفهم من آثار عدم الإنصات وانشغال القلب وشروده.

 

4- الحفظ:
تعاهده وحفظه حتى لا ينساه فيذهب [بأن لا يؤخر عمل اليوم إلى الغد من مذاكرة الدروس وحفظ الواجبات وحل المشكلات].

 

5- التعليم:
فـ[العلم شيء وحيد.. كلما بذله صاحبه زاد وتكاثر] فإن من خزن علمه ولم ينشره ولم يعلمه ابتلاه الله بنسيانه وذهابه منه جزاء من جنس عمله وهذا أمر يشهد به الحس والوجود.

 

6- العمل به ومراعاة حدوده وهي ثمرته:
فإن العمل به يُوجب تَذكّرُه وتدبُره ومراعاته والنظر فيه؛ فإذا أهمل العمل به نَسِيه. قال بعض السلف: "كنا نستعين على حفظِ العلم بالعمل به"، وقال بعض السلف أيضًا: "العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه حلّ وإلا ارتحل". فالعمل به من أعظم أسباب حفظه وثباته، وترك العمل به إضاعة له فما استُدِّر العلم ولا استُجلِب بمثل العمل.[ولا يكن ممن قال الله فيه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ . كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف:3].

 

[هذه أسباب النجاح في طلب العلم كما ذكرها ابن القيم رحمه الله، ونزيد عليه:
- أن يتلقى العلم من أهله، ولا يتكئ على الكتب فحسب، كما أنه لا ينبغي أن يتعلم ممن هو ليس بأهله.
- أن يقدم الأهم فالمهم، فأولا يحفظ القرآن الكريم وشيئاً من السنة النبوية، ثم يركز على حفظ المتون، وهكذا.
- أن يسلك سبيل التدرج، فلا يمكن لطالب العلم أن يتقن جميع العلوم مرةً واحدةً، بل عليه أن يتعلم المختصرات ثم المتوسطات ثم المطولات.
- أن يرتب أوقاته، فمثلا بعد العصر لحفظ القرآن الكريم، وبعد المغرب لمذاكرة الدروس، وبعد العشاء للمطالعة، وهكذا].

 

مختصرًا من كتاب (مفتاح دار السعادة) لابن القيم رحمه الله، وما بين [ ] من كتاب (قواعد منهجية في طلب العلم) للشيخ فالح بن محمد بن فالح الصغيّر.

 

 

  • 11
  • 3
  • 15,530

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً