شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم - (5) خُلق الجود والكرم
ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم أروع المثل في الجود والكرم، فقد كان يُعطي عطاء من لا يخاف الفقر، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، فقد كان أجود بالخير من الريح المرسلة..
ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم أروع المثل في الجود والكرم، فقد كان يُعطي عطاء من لا يخاف الفقر، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، فقد كان أجود بالخير من الريح المرسلة..
ففي صحيح مسلم (2312) عن أنس ابن مالك قال: "ما سُئل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الإسلامِ شيئًا إلا أعطاه، قال فجاءه رجلٌ « »، فرجع إلى قومِه، فقال: يا قومُ أسلِموا، فإنَّ محمدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقةَ".
صلوات ربي وسلامه عليك يا رسول الله فقد ضربت المثل الحي على الجود والكرم، فقد استملت قلب هذا الرجل بكرمك وجودك، مما جعله يحب الإسلام ويسارع في دعوة قومه للدخول فيه..
وعنه صلى الله عليه وسلم: « » (صحيح البخاري:2389)، سبحان الله لا يحب أن يبقى عنده شيء إلا ما كان دينًا يجب سداده..
ومن المواقف التي ضرب فيها المصطفى صلوات ربي عليه إيثار غيره على نفسه، هذا الموقف العظيم:
جاءت امرأةٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ببُردةٍ، فقال سهلٌ للقومِ: "أتدرون ما البُردةُ؟ فقال القومُ: هي شملةٌ، فقال سهلٌ: هي شملةٌ منسوجةٌ فيها حاشيتُها، فقالت: يا رسولَ اللهِ، أكسوك هذه، فـ« »، فرآها عليه رجلٌ من الصحابةِ، فقال: يا رسولَ اللهِ، ما أحسنَ هذه، فاكسُنيها، فقال: « »، فلما قام النبيُّ صلى الله عليه وسلم لامَه أصحابُه، قالوا: ما أحسنتَ حين رأيتَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجًا إليها، ثم سألتَه إياها ، وقد عرفتَ أنه لا يُسألُ شيئًا فيمنعَه، فقال: رجوتُ بركتَها حين لبسَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، لعلي أُكفَّنُ فيها" (صحيح البخاري:6036).
ما طلبها الرجل -بالرغم من معرفته احتياج النبي صلوات ربي عليه لها- إلا لعلمه أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيعطيها له دون تفكير، فهو يعلم جيدًا مدى كرمه وجوده، ولا أجد تعبيرًا أعبر به هنا أبلغ من وصف الله تعالى له بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4].
- التصنيف: