مجرد رأي

منذ 2015-03-21

هذا مجرد رأي ربما لا يعجبك أو تختلف معه أو ترفضه، لكن اختلافك ورفضك لا داعي لأن يمنعك من التفكر فيه بعض الشيء، لعلك ترحم من يشعرون بما فيه، وتراعي مشاعرهم بعض الشيء أثناء إظهارك لاحتفالك واحتفائك بأمك بارك الله فيها.

رغم أن أمي الحبيبة لم تزل على قيد الحياة، والله أسأل أن يبارك في عمرها وعملها، إلا إنني لا أملك مشاعر الحزن التي تسارع إلى قلبي كل عام في مثل هذه الأيام.. التي يكثر فيها الناس من التفنن في ذكر الأمهات وتهنئتهن بهذه المناسبة..

ذلك الحزن يتسرب إلى نفسي دون قصد حين أضع نفسي مكان أولئك الذين يسمعون ويقرأون هذه التهنئات والتبريكات والمعايدات وقد فقدوا أمهاتهم أو العكس، حين تجتر الأمهات الثكالى ذكريات أبناءٍ كانوا حريصين على تدليلهن في مثل تلك الأيام.

الحقيقة أن الأمر هذا العام قد تضاعف حيث بلغ بيتي، وذلك لأنه لم تمض شهور قليلة على وفاة أمي الثانية وخالتي وأم زوجتي، رأيت ما كنت أشعر به وأتحسب له في تأثر زوجتي العزيزة بتلك الذكرى، وذلك الألم الذي يتملكها كلما مرّت بتلك المعايدات الصاخبة، التي يهوى البعض تخصيص ذلك اليوم بها..

في الواقع أنا لا أتحدث هنا عن الحكم الشرعي لتخصيص يوم للأم فإن الأمر قد قتل بحثًا، ولست ممن يتصدرون للفتيا في مثله، لكنني فقط أبث مشاعري عبر قلمي كما تعودت ها هنا..

نعم! لو لم يكن في هذا اليوم من مشكلة إلا ذلك الألم الرهيب الذي يعتري اليتامى والثكالى، وتلك الشجون والأحزان التي يجددها ويقلبها في صدور هؤلاء المساكين.. لكفاني لأتحفظ عليه.

أعلم أن البعض سيسارعون لتعديد المصالح المرجوة من ذلك اليوم، والسرور الذي يدخله على قلب الأمهات الأحياء بارك الله في أعمارهن، وأعلم أن كثيرًا منهم لن يقتنعوا بفكرة الردود من نوعية كل الأيام ينبغي أن تكون عيد أم، وأن البر لا يصح أن يقتصر على يوم إلى آخر تلك الجدالات المحفوظة.. والتي ربما يكون لها وجوه من المنطق والمنطق المضاد.. لكن ما يعنيني هو تلك الكسرة والألم والحسرة المتجددة التي لا يأبه لها الكثيرون، والتي هي عندي مفسدة دفعها أولى من جلب تلك المصالح المذكورة ودفع المفسدة مقدم..

عمومًا هذا مجرد رأي ربما لا يعجبك أو تختلف معه أو ترفضه، لكن اختلافك ورفضك لا داعي لأن يمنعك من التفكر فيه بعض الشيء، لعلك ترحم من يشعرون بما فيه، وتراعي مشاعرهم بعض الشيء أثناء إظهارك لاحتفالك واحتفائك بأمك بارك الله فيها.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 4,102

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً