توبة - ليست كل نية صالحة تنفع صاحبها!
العمر أمامك طويل، والتوبة لن تطير، فافعل ما بدا لك ما دامت (سوف) في انتظارك.
وليست كل نية صالحة تنفع صاحبها.
تأمل قول إخوة يوسف عليه السلام: {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} [يوسف:9].
هكذا كانت النية صالحة حسنة، وما أحسنها من نية، لولا أنها كانت نية تسويفية
نعم كانت حسنة!
وهل من نية أحسن من نية الصلاح وقرار التوبة
لكن تلك النية الصالحة لم تنفعهم، ولم يستطيعوها، ولم يطيقوا تنفيذها، رغم مرور أعوام طويلة، ذلك لأنها كانت نية شكلية (ديكورية)، مؤجلة، سبقها التآمر، ورافقها العزم، لكنه هذه المرة كان عزمًا على عمل فاسد {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} [يوسف:9].
لقد كانت نية تخديرية، وظيفتها تسكين النفس، وتحييدها عند الإقبال على العمل الفاسد.
لا بأس! أقبل على الفساد والإفساد ثم تب بعد ذلك.
العمر أمامك طويل، والتوبة لن تطير، فافعل ما بدا لك ما دامت (سوف) في انتظارك.
هكذا يقول العاصي لنفسه؛ وبتلك المسكنات يهدىء من روعه، فينغمس أكثر فأكثر فأكثر، وينسى أن العمل الفاسد
لا تصلحه أعظم النوايا ما دام صاحبه يعلم جيدًا أنه فاسد.
قدم التوبة على الفساد واعلم أن (سوف) هذه ليست ملكك ولا بيدك.
توبة وإيمان وعمل صالح وهداية.
أركان قرآنية وشروط أربعة يرجو بها العبد مغفرة الله، وترتبط بها المعاملة باسم الله الغفور والغفار.
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه:82].
المسألة إذًا ليست مفتوحة، وليس الأمر معلقًا بحبال الدعاوى أو الأماني القاصرة عن الأفعال، بل هي أعمال قلوب وجوارح، وسلوك طريق مستقيم يهتدي المرء به وإليه في الأولى ليكون منتهاه جنة الأخرى.
- التصنيف: