باكستان تهرول نحو (إسرائيل)
والذين يظنون أن التطبيع وإقامة العلاقات مع (إسرائيل) يمكن أن يحقق لهم أي قدر من المكتسبات؛ عليهم أن يراجعوا جيداً ملف الدول التي سبقت في هذا المضمار، ويجردوا جيداً حجم الخسائر التي حاقت بهم في مختلف المجالات.
إثر اللقاء المشئوم الذي تم يوم الخميس الماضي في اسطنبول بين وزير الخارجية الباكستاني خورشيد قاصوري، ووزير الخارجية (الإسرائيلي) سيلفان شالوم أُعلن في مؤتمر صحفي للوزيرين عن قيام علاقات دبلوماسية بين باكستان (وإسرائيل)، والمبرر القبيح الذي ساقه وزير الخارجية الباكستاني (لفعلته) تلك أن (إسرائيل) قد انسحبت من غزة! ويلاحظ أن تركيا بلد آخر خلافة إسلامية قد اختيرت للإعلان عن هذه العلاقة في ظل العلاقات الجيدة التي يتمتع بها الكيان الصهيوني مع تركيا، وفي نفس المؤتمر كشف (شالوم) عن اتصالات سرية مع بعض الدول العربية بغرض إقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني!
وبدخول باكستان مجال التطبيع مع الكيان الصهيوني تكون أكبر البلاد الإسلامية ذات الثقل السكاني والعسكري والسياسي قد أقامت علاقات دبلوماسية مع الكيان الغاصب، بعد أن سبقتها إلى ذلك المجال كل من مصر وتركيا، بالإضافة إلى دول عربية أخرى أقل ثقلاً تربطها مع (إسرائيل) علاقات دبلوماسية أو اقتصادية مثل الأردن وقطر وسلطنة عمان وموريتانيا.
والذي لم يستطع أن يستوعبه ويتعامل معه الساسة وولاة الأمور في عالمنا الإسلامي اليوم أن الصراع مع (إسرائيل) صراع وجود لا صراع حدود، وانسحاب (إسرائيل) من أي جزء من أراضي فلسطين لا يعطيها الحق في بقية الأراضي، فضلاً عن أن تُكافأ بإقامة العلاقات الدبلوماسية معها، وعند ما يغيب البعد العقائدي في التعامل مع مثل هذه القضايا؛ يبحث البعض عن مبررات واهية لتغطية عجزهم ووهنهم كما قال المتنبي:
يرى الجبناء أن العجز حزم *** وتلك خديعة الطبع اللئيم
وفي العصر الأمريكي وموسم الهرولة الجماعية والفردية نحو (إسرائيل) يجدر بالعرب والمسلمين أن يتمسكوا جيداً بلاءات الخرطوم التي قررت في حزم وعزم في العام 1967م أن لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف (بإسرائيل).
والذين يظنون أن التطبيع وإقامة العلاقات مع (إسرائيل) يمكن أن يحقق لهم أي قدر من المكتسبات؛ عليهم أن يراجعوا جيداً ملف الدول التي سبقت في هذا المضمار، ويجردوا جيداً حجم الخسائر التي حاقت بهم في مختلف المجالات.
إن زوال (إسرائيل) يظل وعداً قرآنياً يتحقق بإذن الله تعالي بغض النظر عما يقترفه المهرولون، قال تعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً* ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً * إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً} [الإسراء: 4 ـ 7].
- التصنيف:
- المصدر: