لكل غادر لواء
روى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: «لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم من أمير عامة»، وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم ستحرصون على الإمارة وإنها ستكون ندامة وحسرة فنعم المرضعة وبئست الفاطمة».
الإمام الجائر الغادر يتلون تلون الحرباء حتى يلبس على الناس دينهم، فيتوارى خلف الكلام المعسول والمصطلحات المنمقة البراقة والثياب الفاخرة والجمع الكثير، واللسان الحاني على الشعب يتمثل فرعون الأول، {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر:26].
فهل حقاً يمثل موسى عليه السلام خطراً على الوطن والمواطنين؟!
هل حقاً موسى عليه السلام يعطل الدين ويبدله ويظهر في الأرض الفساد؟!
هل ملأ فرعون الأرض خيراً وعدلاً وقسطاً ويملؤها موسى عليه السلام فساداً وجوراً وظلماً؟!
أم أنه تزييف الحقائق وقلب الموازين، أم أنهم كما يقول صلى الله عليه وسلم: «دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها هم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا» (صحيح الجامع:2994).
أم أراد تفويضا بقتل موسى عليه السلام وعشيرته وملاحقتهم بالسحرة الأشرار، وبالقضاة الفاسدين وبمال قارون، وبالقتلة المأجورين وبجيش هامان النظامي إلى آخر الحدود لبلوغ أغراضه الدنيئة حتى لو اعترضهم اليم {فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ . وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ} [الأعراف:136-137].
فلأمثال هؤلاء حذرنا صلى الله عليه وسلم من: « » (قال الألباني حسن صحيح)، وقال صلى الله عليه وسلم: « » (السلسلة الصحيحة).
وقال صلى الله عليه وسلم: « » (حسن صحيح الجامع:1001). وعن لواء الغدر يخبرنا صلى الله عليه وسلم قال: « » (رواه البخاري)، قال صلى الله عليه وسلم: « » (صحيح لغيره).
وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: « »، وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « » (البخاري)، أي فنعمت حياتهم، وبئس موتهم وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: « » (السلسلة الصحيحة:4/84).
وقال أيضاً: « » (مسند أحمد)، وعن أم سلمه أنه صلى الله عليه وسلم قال: « » (مسلم).
والجائر الغادر الخائن وجنوده وشرطته وأحزابه وأعوانه، ومساعديه ومفوضيه ومحبيه ومنافقيه، ومفتيه وقاضيه وعلماء السوء شركاء في الجرم، يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه، قال عليه الصلاة والسلام: « » (السلسلة الصحيحة).
وقال عليه السلام: « -إشارة إلى الحكام الظلمة- » (السلسلة الصحيحة)، وقال صلى الله عليه وسلم: « » (صحيح الجامع).
وقال عليه السلام: « » (السلسلة الصحيحة:4/517)، ومع كل ذلك يمهلهم الله ويحلم عليهم ويستدرجهم حتى يقصمهم جل وعلا، ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر: « » (صحيح الجامع:1822).
فتحقيقاً لمعاني الولاء والبراء لا بد من الكراهية لغدر الخائن الخسيس، فإن ترك الإنكار قد يخرج صاحبه من دائرة الإيمان وفي تخريج الطحاوية (1/70): "ونحب أهل العدل والأمانة ونبغض أهل الجور والخيانة".
- التصنيف: