ثلاث اتجاهات تظلم التاريخ الإسلامي في واقعنا المعاصر

منذ 2015-04-10

التاريخ الإسلامي أصبح مظلومًا ومحاصرًا في العصر الحديث من ثلاث مدارس... المدارس الثلاثة خربت العقل الإسلامي المعاصر، ومنعته من الاستفادة من خبرة أجداده في السياسة والاقتصاد والحرب والاجتماع وغير ذلك.

التاريخ الإسلامي أصبح مظلومًا ومحاصرًا في العصر الحديث من ثلاث مدارس أو اتجاهات:
- مدرسة المستشرقين وأذنابهم العرب حيث يستخدمون دراسة التاريخ للطعن في الدين والقرآن والرسالة والنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، كما يستخدمونه لدراسة الأمة بعمق ليدلوا قادة الغرب على عورات المسلمين ونقاط ضعفهم وكيفية السيطرة عليهم واستغلالهم ونهب بلدانهم.

- مدرسة الطقوسيين الذين لا يرون في التاريخ الإسلامي سوى القيام ببعض العبادات الهامة (كالدعاء واللجوء إلى الله وقوة الإيمان) -بحسب مفهومهم المحدود للإيمان- وكـ(ترك بعض المعاصي الظاهرة) فيتنزل النصر، فعندما يدرسون التاريخ الإسلامي أو يذيعونه يركزون على هذه الجوانب فقط من هذا التاريخ، ويهملون كافة الأسباب الموضوعية والواقعية للنصر والمجد والنهضة الحضارية، رغم أن التاريخ الإسلامي مليء بتجارب رائعة في هذا المجال، جديرة بالدراسة والانتفاع به.

- مدرسة دعاة الحركة الإسلامية وهؤلاء لا يعرضون من التاريخ الإسلامي إلا ما يحقق هدفين:
الأول: تصوير التاريخ الإسلامي كأنه مجرد صفحات متتابعة ومستمرة مضيئة وناصعة من البطولات والمجد.. وفي إطار هذا المحور يفسرون هذا المجد المتواصل بتفسير المدرسة الطقوسية الآنفة.

الثاني: تصوير وسرد التاريخ الإسلامي بحيث يخدم ويروج لرؤية الحركة الإسلامية التي ينتمون إليها في كيفية تغيير الواقع الحالي والنهوض به، ومنهج هذه الحركة الإسلامية المعاصرة في التفكير السياسي والديني ونقد ما يخالفها، ولذلك نجد أن كتبًا من قبيل كتاب (الخلافة والملك) للمودودي وشروط النهضة لمالك بن نبي لم تلق رواجًا لأن أغلب الحركات الإسلامية الراهنة تروج إما للمدرسة الأولى أو الثالثة أو لكليهما معًا.

وعلى كل حال فالمدارس الثلاثة خربت العقل الإسلامي المعاصر، ومنعته من الاستفادة من خبرة أجداده في السياسة والاقتصاد والحرب والاجتماع وغير ذلك.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

عبد المنعم منيب

صحفي و كاتب إسلامي مصري

  • 14
  • 3
  • 1,249

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً