البشارات بالقرآن في الإنجيل

منذ 2008-10-21
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:-

البشارات بالقرآن في الإنجيل كثيرة جدًا نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما جاء في السفر المسمى رؤيا يوحنا اللاهوتي حيث يتنبأ قائلا: "ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ، قَائِلاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ، وَاسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ" رؤية [6: 7 - 14].

فإذا علمنا أن رؤيا يوحنا اللاهوتي كانت هي آخر ما كُتب من العهد الجديد أي بعد كتابة الأناجيل الأربعة ورسائل بولس فمن هو هذا الملاك الذي سينزل ومعه بشارة أبدية (أي خاتمة) وتكون هذه البشارة عالمية، وهذه الرسالة ستحتوي على الأمر بتقوى الله وتمجيده وتنزيهه سبحانه وتأمر كذلك بالسجود لخالق السماوات والأرض؟؟!!

1- نحن نقول إن القرآن نزل على رسولنا الكريم بواسطة الملاك جبريل اِقرأ إن شئت قوله تعالى في سورة الشعراء: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ} [الشعراء: 192-194].

2- ونحن نقول أيضًا إن القرآن دعوة للناس كافة واقرأ إن شئت في سورة سبأ قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ: 28].

3- ما أكثر ما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {اتَّقُواْ اللّهَ} نذكر منها على سبيل المثال قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1].

أما عن التبشير باقتراب الدينونة في القرآن: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ} [الأنبياء: 1].

أما عن تمجيد الله سبحانه وتنزيهه فالمسلمون يسبحون الله راكعين في صلاتهم وساجدين وحتى في أذكار الصلاة يبدأ المسلم أذكاره بتسبيح الله عزّ وجل والأمر في القرآن بتسبيح الله واضح جلي اقرؤوا إن شئتم قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الفتح: 8-9].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزاب: 41-42].

أما عن الأمر بالسجود في القرآن فيكفي أن مكان العبادة للمسلمين اسمه المسجد فالسجود والأمر بالسجود هو من خصائص الأمة الإسلامية فالحد الأدنى للمسلم هو أن يسجد لله في اليوم 34 مرة واقرؤوا إن شئتم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77].

وحتى نرى أن حجتهم في إنكار أمثال هذه النبوءات هو تعسف مقيت تعالوا نقرأ تفسيرهم لهذا النص فيقول تادرس يعقوب ملطي: "يقول الأسقف فيكتورينوس أن هذا الملاك هو إيليا النبي الذي يأتي لإعانة الكنيسة، فيكرز ويبشر بين الأمم والقبائل مشجعًا الكنيسة في كل أمة أن تصمد للنهاية. إنه يثبت في المؤمنين مخافة الرب ليعطوا مجدًا له، رافضين السجود للتنين وضد المسيح. ولما كان هذا العمل ضخمًا والوقت ضيق للغاية لهذا يقول الرائي: "ثم يتبعه ملاك آخر قائلا: سقطت، سقطت بابل المدينة العظيمة، لأنها سقت جميع الأمم من خمر غضب زناها" أ.هـ

إن المرء ليعجب من الآيات الظاهرة أمام أعينهم ثم يؤلونها بتأويلات تخالف العقل والمنطق بل تخالف كتابهم نفسه كيف يكون الملاك هو إيليا؟؟ ألم يقل المسيح أن إيليا قد جاء وانتهى الأمر؟!!

ألم يقرؤوا قول كتابهم: "وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذَلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ" [متى 12: 17].

أما عن سقوط بابل هذه فمن المعروف أن المسيحية لم تُسقط روما بل المسيحية وآباء الكنيسة كانوا يعضدون دولة روما ويصلون من أجل نصرتها بدءًا من عصر قسطنطين الذي تعده بعض الكنائس من القديسين!

أما الذي حارب روما وفتت عضدها فهم المسلمون وكفى بمعركة اليرموك شاهدًا حيث واجه المسلمون جحافل الروم وهم يرفعون الصلبان وفي صحبتهم الرهبان.

وهُزمت جحافل الروم أمام المسلمين وكان ذلك ولا شك بعد نزول القرآن الكريم.

أما الربط بين بابل وروما فنستطيع فهمه بما جاء في التفسير التطبيقي للكتاب المقدس حيث جاء فيه: "[رؤ 8: 14] كانت بابل مدينة شريرة وإمبراطورية فاسدة. كما كانت مركز عبادة الأصنام في العالم آنذاك. وقامت بابل بمحاصرة أورشليم وسبي بني يهوذا [2 مل 24؛ 2 أخ 36]. وكما كانت بابل أشر أعداء اليهود، كذلك كانت إمبراطورية روما ألد أعداء المسيحيين الأوائل. ويوحنا، لأنه لم يشأ أن يتحدث عن روما صراحة، استخدم اسم بابل ليشير إلى الرومان أعداء شعب الله [انظر أيضا 1 بط 5: 13]. وأيضًا ليشير بذلك إلى أعداء الله في كل العصور بصورة أشمل وأعم".

يا ليت القوم يقرؤون ما جاء في التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ولكن قبل أن يقرؤوا يجب عليهم أن ينزعوا عن أعينهم نظارة الطائفية والتعصب الأعمى أنا فقط سأورد ما جاء في التفسير ولن أعلق عليه.

"يعتقد البعض أن هذه الدعوة ستكون الدعوة الأخيرة والأعم لكل البشر لمعرفة الإله الحقيقي الواحد. ولن يكون لأحد عذر في عدم سماعه حق الله. إلا أن البعض الآخر يرى في هذه الدعوة إعلانًا للدينونة وليس دعوة أو مناداة بالإله الواحد. فقد كان لدى الناس في العالم الفرصة ليعلنوا إخلاصهم وولاءهم لله. أما الآن فإن دينونة الله العظيمة وشيكة. فإن كنت تقرأ هذه الكلمات فقد سمعت بالفعل حق الله، وبذلك فأنت تعلم أن دينونة الله الختامية لن تتأجل إلى الأبد. فهل استقبلت، بالفرح، الأخبار السارة الأبدية الدائمة: إن كان كذلك، فليس ثمة شيء يمكن أن يخيفك من دينونة الله. فإن ديان الأرض كلها هو مخلصك".


منقول عن إجابات الأستاذ علي الريس على أسئلة منتدى الجامع.








المصدر: منتدى الجامع

علي الريس

باحث في شئون التنصير، وله كثير من الردود على شبهات النصاري.

  • 2
  • 0
  • 7,234

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً