لماذا خلقنا الله؟
إذًا الغاية والأصل من وجودنا لتحقيق العبودية لرب السماوات والأرض، ويعتبر الإنسان فاسد بمعنى الابتعاد عن الصلاح ولا يؤدي وظيفته بقدر ابتعاده عن تحقيق العبودية، والعكس بالعكس تمامًا، وحتى نحقق ذلك لا بد من التعرف على حقيقة العبادة ومفهومها ووسائل تحقيقها وشروط قبولها، وهذا ما سنقف عليه في حلقة قادمة بمشيئة الله.
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى، وبعد:
لكل آلة أو جهاز أو أي قطعة مصنوعة غاية ووظيفة وهدف من إيجادها، فالثلاجة وغسالة الملابس والسيارة والطائرة وجهاز الحاسوب وكل ما يخطر ببالك من الموجودات والأجهزة المستخدمة بل والجمادات، لها غايات ومقاصد ومهام ووظائف، ترجع حقيقة عملها حتى تؤدي الغرض الذي وجدت من أجله؛ إلى مبتكرها وصانعها ومخترعها.
فغسالة الملابس التي اخترعها هاملتون سميث سنة 1858 أو فافيشر سنة 1901 الغاية منها تنظيف الملابس وتنقيتها من الأدران والأوساخ وإظهارها بمظهر حسن بجهد يسير ووقت قصير، فإذا لم تحقق هذه الآلة هذا الغرض فإنها تكون قد انحرفت عن مسارها ووظيفتها وما أراد مبتكرها.
وأي جهاز نريد استخدامه وتشغيله لأداء وظائف أخرى غير ما خُصص له، فالنتيجة تكون سلبية ويصبح الجهاز معطلًا عن أداء مهمته أي بمعنى (غير صالح) فإذا لم تحفظ الثلاجة الطعام من التلف وتبرده، نقول بأنها فاسدة ولا بد من تصليحها، وإذا أدت الغرض نقول شغالة وصالحة، وتكمن قيمة الموجودات والأشياء في الحكمة التي وجدت من أجلها.
الجن والإنس عوالم موجودة مخلوقة ولم تُستشر بخلقها ولم تَشهد ذلك، بل خلقَنا الله عز وجل خالق جميع الموجودات وصورنا فأحسن صورنا، قال تعالى: {مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} [الكهف:51]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ، الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ} [الانفطار:6-8].
(النداء للتنبيه تنبيهًا يشعر بالاهتمام بالكلام والاستدعاء لسماعه فليس النداء مستعملاً في حقيقته إذ ليس مراداً به طلب إقبال ولا هو موجّه لشخص معين أو جماعة معينة بل مثلُه يجعله المتكلم موجّهًا لكل من يسمعه بقصد أو بغير قصد).
(التحرير والتنوير لابن عاشور).
إذًا لا بد أن نرجع لمراد الخالق من خلقنا، وغايته من إيجادنا وصُنعنا، وعلينا التبصر في ذلك، والتبحر في حقيقة وجودنا، والتأمل والتدبر وإعمال الفكر لأصل معيشتنا وتواجدنا في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وإذا صحت المقدمة صلحت النتيجة وأثمرت.
ترجو البقاء بدارٍ لا ثبات لها **** فهل سمعت بظلٍ غير منتقلِ؟!
ويا خبيراً على الأسرارِ مُطّلعاً **** أُصمت ! ففي الصمت منجاةٌ من الزللِ
قد هيئوك لأمرٍ لو فطِنتَ له **** فاربأ بنفسك أن تَـرعـى مـع الهَمَلِِ !
فالحكمة من خلقنا والغاية من إيجادنا قد أخبرنا عنها العليم الخبير إذ يقول في كتابه العزيز: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:56-58].
يقول ابن عاشور: "أي ما خلقتهم لعلة إلا علة عبادتهم إياي".
ويقول ابن كثير: "أي: إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم".
ويقول ابن عجينة: "أي: إلا لنأمرهم بالعبادة والخضوع لربوبيتي، لا لنستعين بهم على شأن من شؤوني، كما هي عادة السادات في كسب العبيد، ليستعينوا بهم على أمر الرزق والمعاش".
وللعلامة السعدي رحمه الله كلام بديع في تفسير هذه الآيات إذ يقول: "هذه الغاية، التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته، المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عما سواه، وذلك يتضمن معرفة الله تعالى، فإن تمام العبادة، متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة لربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم".
فما يريد منهم من رزق وما يريد أن يطعموه، تعالى الله الغني المغني عن الحاجة إلى أحد بوجه من الوجوه، وإنما جميع الخلق، فقراء إليه، في جميع حوائجهم ومطالبهم، الضرورية وغيرها، ولهذا قال: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} أي: كثير الرزق، الذي ما من دابة في الأرض ولا في السماء إلا على الله رزقها، ويعلم مستقرها ومستودعها، {ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} أي: الذي له القوة والقدرة كلها، الذي أوجد بها الأجرام العظيمة، السفلية والعلوية، وبها تصّرف في الظواهر والبواطن، ونفذت مشيئته في جميع البريات، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا يعجزه هارب، ولا يخرج عن سلطانه أحد، ومن قوته، أنه أوصل رزقه إلى جميع العالم، ومن قدرته وقوته، أنه يبعث الأموات بعد ما مزقهم البلى، وعصفت بترابهم الرياح، وابتلعتهم الطيور والسباع، وتفرقوا وتمزقوا في مهامه القفار، ولجج البحار، فلا يفوته منهم أحد، ويعلم ما تنقص الأرض منهم، فسبحان القوي المتين) أ.هـ.
فقد حصر الله تعالى العبرة والعلة من الإيجاد بالعبودية، وعندما حث في آية أخرى على العبودية ربطها بالخلق إذ يقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:21].
يقول السعدي: "هذا أمر عام لكل الناس، بأمر عام، وهو العبادة الجامعة، لامتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، وتصديق خبره، فأمرهم تعالى بما خلقهم له، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُون}.
ثم استدل على وجوب عبادته وحده، بأنه ربكم الذي رباكم بأصناف النعم، فخلقكم بعد العدم، وخلق الذين من قبلكم، وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة" أ.هـ.
فما أرسل الله عز وجل من رسول ولا نبي ولا خَلَقَ الخَلقَ إلا لعبادته وحده لا شريك له، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25]، وقد بين الله سبحانه في غير ما آية حقيقة بعثة الرسل لأقوامهم، قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ} [المائدة:72]، وقال عز وجل: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الأعراف:59]، ويقول ربنا سبحانه: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ} [الأعراف:65] وغيرها العديد من الآيات.
وينبغي لكل عبد وإنسان أن يجيب على هذه الأسئلة ويقارن الإجابة بلسان حاله: لماذا خلق الله الخلق وأنزل الكتب وأرسل الأنبياء والمرسلين؟ فكثير من الناس لا يعرفون الحكمة من إيجادهم ولو سألتهم لقالوا: {مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية:24، إذ كثير من البشر بل والمسلمين يجيب إجابات بعيدة عن منهج الإسلام فمنهم من يقول: "نأكل لنعش!"، وآخر يقول: "نعيش لنأكل!"، وغيره يصرح: "هي آخرها موتة وينتهي الأمر!"
فعجبًا لهذا الكلام المخالف البعيد عن ديننا وعقيدتنا والبعيد عن كتاب ربنا عز وجل، فالحذر من هذه الأجوبة وأشباهها وليكن على بالك مستحضرًا حقيقة وجودك في هذه الدنيا.
كثير من الناس يظنون أن وجودهم في هذه الدنيا، للتكاثر وعمارة الأرض وتكوين المجتمعات والدول، وما هذه إلا وسائل لتحقيق العبودية لرب البرية، وتكاد تطغى على الغالبية لا سيما في أيامنا هذه الحياة المادية والتفكير بالجوانب الحياتية المعيشية، بمعزل عن الحقيقة الدينية المعنوية لتصرفاتهم وسلوكياتهم، نتيجة لبعدهم عن كتاب ربهم وتدبره وفهمه الفهم الصحيح، في الوقت الذي يجب علينا جميعا تحقيق إرادة الله وحكمته في مخلوقاته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام، إن الله تعالى يقول: « ». (صحيح الجامع).
ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ما أصبح أحد في الدنيا إلا ضيف وما له عارية فالضيف مرتحل والعارية مؤداة"، فَلِم التقاتل والتزاحم والتناحر والتسابق على دنيا زائلة فانية، أوشكت على الرحيل والإدبار، فاليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل.
وعن بسر بن جحاش القرشي قال: "تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية: {فَمَالِ لِلَّذِينَ كَفَرُوا قَبَلَكَ مُهْطِعِينَ عَنِ الْيَمِينِ، وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ، أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ} ثم بزق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على كفه، فقال: « » (صححه الحاكم في المستدرك والألباني في صحيح الجامع).
قال إبراهيم بن بشار: "ما رأيت في جميع من لقيته من العباد والعلماء والصالحين والزهاد أحدًا يبغض الدنيا ولا ينظر إليها مثل: إبراهيم بن أدهم، وربما مررنا على قوم قد أقاموا حائطًا أو دارًا أو حانوتًا فيحول وجهه ولا يملأ عينيه من النظر إليه فعاتبته على ذلك، فقال يا بشار اقرأ ما قال الله تعالى: {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [هود:7، الملك:2]، ولم يقل أيكم أحسن عمارة للدنيا، وأكثر حبًا وذخرًا وجمالًا، ثم بكى وقال: صدق الله عز اسمه فيما يقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [لذاريات: 56]، ولم يقل إلا ليعمروا الدنيا ويجمعوا الأموال ويبنوا الدور ويشيدوا القصور ويتلذذوا ويتفكهوا، وجعل يومه كله يردد ذلك ويقول: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (حلية الأولياء، 3/365).
فالحقيقة الدامغة والمقدمة الراسخة والنتيجة الواضحة والمآل المحتوم، أننا في دار لهو وابتلاء واختبار وامتحان وعمل، وسوف ننتقل إلى دار الخلود والحساب والجزاء، فكن من عباد الله الحقيقيين ممن قال فيهم: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس:62] وحذار أن تكون ممن قيل فيهم: {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر:15].
ومن كانت الدنيا قصارى مراده *** فقد باء بالخسران يوم القيامة
ومن لم يكن في طاعة الله شُغلُه *** على كل حال لا يفوز ببُغية
ومن أكثر العصيان من غير توبة *** فذاك طريح في فيافي الغواية
عَنْ وَهْبٍ بن منبه قَالَ: "قَالَ الْحَوَارِيُّونَ: يَا عِيسَى، مَنْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ؟ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ : الَّذِينَ نَظَرُوا إِلَى بَاطِنِ الدُّنْيَا حِينَ نَظَرَ النَّاسُ إِلَى ظَاهِرِهَا، وَالَّذِينَ نَظَرُوا إِلَى آجِلِ الدُّنْيَا حِينَ نَظَرَ النَّاسُ إِلَى عَاجِلِهَا، فَأَمَاتُوا مِنْهَا مَا يَخْشَوْنَ أَنْ يُمِيتَهُمْ، وَتَرَكُوا مَا عَلِمُوا أَنْ سَيَتْرُكَهُمْ ؛ فَصَارَ اسْتِكْثَارُهُمْ مِنْهَا اسْتِقْلالا، وَذِكْرُهُمْ إِيَّاهَا فَوَاتًا، وَفَرَحُهُمْ بِمَا أَصَابُوا مِنْهَا حَزَنًا ؛ فَمَا عَارَضَهُمْ مِنْ نَائِلِهَا رَفَضُوهُ، وَمَا عَارَضَهُمْ مِنْ رِفْعَتِهَا بِغَيْرِ الْحَقِّ وَضَعُوهُ، وَخَلِقَتِ الدُّنْيَا عِنْدَهُمْ، فَلَيْسُوا يُجَدِّدُونَهَا، وَخَرِبَتْ بَيْنَهُمْ فَلَيْسُوا يَعْمُرُونَهَا، وَمَاتَتْ فِي صُدُورِهِمْ فَلَيْسُوا يُحْيُونَهَا، يَهْدِمُونَهَا فَيَبْنُونَ بِهَا آخِرَتَهُمْ، وَيَبِيعُونَهَا فَيَشْتَرُونَ بِهَا مَا يَبْقَى لَهُمْ، وَرَفَضُوهَا فَكَانُوا فِيهَا هُمُ الْفَرِحِينَ، وَنَظَرُوا إِلَى أَهْلِهَا صَرْعَى قَدْ خَلَتْ فِيهِمُ الْمَثُلاتُ، وَأَحْيَوْا ذِكْرَ الْمَوْتِ، وَأَمَاتُوا ذِكْرَ الْحَيَاةِ، يُحِبُّونَ اللَّهَ، وَيُحِبُّونَ ذِكْرَهُ، وَيَسْتَضِيئُونَ بْنُورِهِ، وَيُضِيئُونَ بِهِ، لَهُمْ خَبَرٌ عَجِيبٌ، وَعِنْدَهُمُ الْخَبَرُ الْعَجِيبُ، بِهِمْ قَامَ الْكِتَابُ، وَبِهِ قَامُوا، وَبِهِمْ نَطَقَ الْكِتَابُ، وَبِهِ نَطَقُوا، وَبِهِمْ عُلِّمَ الْكِتَابُ، وَبِهِ عَلِمُوا، وَلَيْسُوا يَرَوْنَ نَائِلا مَعَ مَا نَالُوا، وَلا أَمَانًا دُونَ مَا يَرْجُونَ، وَلا خَوْفًا دُونَ مَا يَحْذَرُونَ".
(الزهد لأحمد بن حنبل).
إذًا الغاية والأصل من وجودنا لتحقيق العبودية لرب السماوات والأرض، ويعتبر الإنسان فاسد بمعنى الابتعاد عن الصلاح ولا يؤدي وظيفته بقدر ابتعاده عن تحقيق العبودية، والعكس بالعكس تمامًا، وحتى نحقق ذلك لا بد من التعرف على حقيقة العبادة ومفهومها ووسائل تحقيقها وشروط قبولها، وهذا ما سنقف عليه في حلقة قادمة بمشيئة الله.
والحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أيمن الشعبان
داعية إسلامي، ومدير جمعية بيت المقدس، وخطيب واعظ في إدارة الأوقاف السنية بمملكة البحرين.
- التصنيف: