راحة النفس

منذ 2015-05-10

عندما ترى ألمه وندمه، وتشعر بحسرته وحزنه، يلوح أما ناظريك قول الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} [طه:124].

عندما ترى ألمه وندمه، وتشعر بحسرته وحزنه، يلوح أما ناظريك قول الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} [طه:124].

فتسأله: هل تحافظ على الصلوات؟ وهل تحس بالخشوع فيها؟ هل لسانك رطب من ذكر الله؟ هل تقرأ القرآن وتكثر من الشكر والذكر؟ هل تسمع الأغاني وتنظر إلى المسلسلات؟ هل أصحابك أخيار أو أشرار؟

ومن خلال إجابته تدرك أنه ضعيف الصلة بربه، منغمس في إثمه وذنبه، قد أحرقت قلبه السيئات، وأظلمت بصدره الموبقات، فمسه الله بشيء من العذاب الأدنى لعله يتوب أو يؤوب، ولكنه سادر في غيه، مفرط في أمر ربه، مضيع لشرائع دينه.

فلا عجب أن يتألم ويتندم ويتحسر ويتعذب مع أن دنياه في زيادة وعيشه في رخاء، ولكن أبى الله إلا أن يذل من عصاه ويعذب من خالف رسوله ومصطفاه.

وتسأل السؤال ذاته لغيره: كيف حالك يافلان؟ فيبادرك بالحمد والثناء على الله تعالى، قد رضي بالقضاء، وحاول إرضاء مولاه فأرضاه الله، فحياته طيبة، وعيشه سعيد، فهو في راحة وسكينة ومسرة وطمأنينة، مستقر العيش دائم السرور، ولو تأملت حاله لوجدته ربما يعيش في شظف من العيش قليل ذات اليد، وعندما تراه قد طفح السرور على محياه تردد قول الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:97].

فالإيمان طريق الأمان، والعبادة سبيل السعادة، وهذا ما نحتاجه في واقعنا المعاصر الذي تشتت فيه النفوس وتشعبت فيه القلوب، ولم يبق لنا إلا أن نجعل الهموم همًا واحدًا، وهو كيف نرضي الله عنا ليرضينا في حياتنا وبعد مماتنا ويوم نشرنا وحشرنا. وإلى الله مرد أمرنا!

المصدر: موقع هاجس

عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

مدير فرع لجنة العفو واصلاح ذات البين - بجدة .

  • 2
  • 0
  • 1,701

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً