مع القرآن - {فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}
أعداء الأنبياء وأعداء الشرائع المعاصرين ما هم إلا امتداد لأعداء الشرائع الأولين، فمهما جاءهم الأنبياء من بينات وأتتهم الآيات الواضحات حاربوها طالما خالفت هواهم المعبود، حتى ولو قتلوا الأنبياء، بل حتى ولو أفنوا الأرض بمن فيها، كفانا الله وكفى المسلمين شرهم.
اتباع الهوى والتعصب يورث معاداة الحق حتى ولو وصل الأمر لقتل رسل الله وأوليائه في كل مكان وزمان، ومحاربته علانية دفاعًا عن الهوى وتعصبًا للباطل الذي سيطر على القلوب والعقول، وقصص الأولين من أهل الهوى وأعداء الدين ما هي إلا نفس الصورة المكررة لمن جاءوا من بعدهم.
فأعداء الأنبياء وأعداء الشرائع المعاصرين ما هم إلا امتداد لأعداء الشرائع الأولين.
فمهما جاءهم الأنبياء من بينات وأتتهم الآيات الواضحات حاربوها طالما خالفت هواهم المعبود، حتى ولو قتلوا الأنبياء، بل حتى ولو أفنوا الأرض بمن فيها، كفانا الله وكفى المسلمين شرهم.
{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة:87].
قال الإمام السعدي رحمه الله:
"يمتن تعالى على بني إسرائيل أن أرسل لهم كليمه موسى وآتاه التوراة، ثم تابع من بعده بالرسل الذين يحكمون بالتوراة، إلى أن ختم أنبياءهم بعيسى ابن مريم عليه السلام، وآتاه من الآيات البينات ما يؤمن على مثله البشر {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} أي: قواه الله بروح القدس.
قال أكثر المفسرين: إنه جبريل عليه السلام، وقيل: إنه الإيمان الذي يؤيد الله به عباده.
ثم مع هذه النعم التي لا يقدر قدرها، لما أتوكم {بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ} عن الإيمان بهم، {فَفَرِيقًا} منهم {كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} فقدمتم الهوى على الهدى، وآثرتم الدنيا على الآخرة، وفيها من التوبيخ والتشديد ما لا يخفى".
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: