مصر وإغلاق معبر رفح
منذ 2008-12-09
وما هي مصلحة مصر الوطن حتى تتخذ مصر الرسمية هذا الموقف، الذي لا يتحمله ضمير المصريين أمام الله وأمام التاريخ؟، بل إن كل من يحاول بكسر هذا الحصار يعتبر خارجاً على الوطنية ومتحيزاً لعدو الوطن...
لاحظت أن فريقاً من المصريين الذين
يلتمسون الأعذار لاستمرار الحكومة في مصر بإغلاق معبر رفح في وجه
الفلسطنيين في غزة، أنهم يصرون على أن مصر ملتزمة إلتزاماً قانونياً
بعدم فتح المعبر، فأوهموا الرأي العام بأن موقف الحكومة يستند إلى
قدسية المعاهدات، وأن تمسك مصر بهذا الموقف رغم ما تعانيه في ضميرها
وفي نفسها مما يعانيه الفلسطينيون هو موقف شريف يجب الصمود معه مهما
كانت الظروف.
ولو تمشينا مع هذا الافتراض الفاسد القائم على جهل متعمد، وافترضنا أن مصر ملتزمة بمعاهدة بألا يفتح المعبر إلا بعد توفر شروط معينة، فإن أي عاقل لابد أن يقارن بين عدم احترام هذا الإلتزام وبين الضرر الذي يلحق بالفلسطينيين في غزة وهو ضرر لا يمكن إصلاحه؛ لأن الشعب فى غزة يتعرض لفصل حديث من فصول الإبادة التي تمارسها إسرائيل منذ نشأتها في فلسطين، لأن الإعتبارات الإنسانية تكتسح أى إلتزامات قانونية، وهم يعلمون أن كل الإلتزامات تتضاءل أمام جريمة ترتكب عمداً وبشكل متواتر، ونحن نتفرج عليها كما لو كانت فيلما سينمائياً أو عملأ درامياً أبدعته قريحة فنية.
والواضح أمامنا أن مصر الرسمية ألزمت نفسها بإغلاق المعبر وهى تعرف تماماً النتائج المترتبة على هذا الإغلاق، كما تعرف أن فتح المعبر يفوت على إسرائيل مخطط الإبادة. ولا يجوز التوقف لحظة واحدة أمام بعض السفاهات التى حاول البعض أن يسوقها لتبرير موقف الحكومة المصرية، مثل أن إغلاق المعبر يمثل ضغطاً على حماس حتى تتخلى عن السلطة في غزة، وكان عنوان هذه الحجة ما صرح به البعض من أن مصر لا تسمح بإقامة إمارة إسلامية في غزة، وهي مقولات فاسدة لأن حماس كانت تطالب دائماً رغم اكتساحها الإنتخابات بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وتعمد أبو مازن إفشال هذه الفكرة.
وحتى لو اختار الشعب الفلسطيني أن يقيم إمارة إسلامية فلماذا يقلق هؤلاء من إمارة إسلامية، بينما يمتعون أنظارهم بالإمارة اليهودية الخالصة التي تعوي بالحقد على حدودهم، وما شأن مصر بأن تنهي حماس سيطرتها على غزة وهو جزء من الصراع بين الفلسطينيين، ولكن مصر تضع نفسها في موضع الذي يريد أن يرتب الأوضاع في فلسطين وفقاً لرؤية أبو مازن وإسرائيل، وتعرض نفسها للإتهام بأنها تشارك في إبادة شعب غزة.
والحق أنني لم أفهم يوماً لماذا تتهم مصر الرسمية حماس بالحق والباطل، وهل إغلاق المعبر جزء من سياسة التصدي لحماس وإضعافها، ولماذا تصر مصر على قيادة الحوار الفلسطيني وهي لا تدعي الحياد قلباً وسلوكاً، وما هي مصلحة مصر الوطن حتى تتخذ مصر الرسمية هذا الموقف، الذي لا يتحمله ضمير المصريين أمام الله وأمام التاريخ؟، بل إن كل من يحاول بكسر هذا الحصار يعتبر خارجاً على الوطنية ومتحيزاً لعدو الوطن، في عصر اختلط فيه الذئب بالحمل، والعدو بالصديق، والوطني الحق بالخائن لأبسط مبادئ الوطنية.
وإذا أصر كتاب الصحف الحكومية على أن مصر ملتزمة بإتفاق نوفمبر 2005 وذلك عن جهل منهم، فأنا مستعد أن أبعث لهم فرداً فرداً بنسخة من هذا الإتفاق إذا أعترفوا بجهلهم، تطبيقاً لمقولة علي بن أبى طالب رضي الله عنه: "إذا اعترف الجاهل بجهله فهذا جاهلاً فعلموه" ، ولكن إذا كانوا يشوهون الحقائق لتبرير موقف شائن فهو رتبة من رتب إدعاء العلم وعقوبته عند علي بن أبى طالب رضي الله عنه من حيث أنه جاهل لا يعلم أنه جاهل فهذا أحمق فقوموه، ولقد نذرت نفسي لتقويم هذه الفئة التي تضلل الوعي الوطني وتدعي العلم حتى تزيف ذاكرة الأمة.
ابحثوا معي أيها السادة عن سبب آخر يقنع بأن تجاهل مأساة غزة أولى من المغامرة بإنقاذهم أو عدم المشاركة في إبادتهم.
السفير د. عبدالله الأشعل
بتاريخ 6 - 12 - 2008
المصريون
ولو تمشينا مع هذا الافتراض الفاسد القائم على جهل متعمد، وافترضنا أن مصر ملتزمة بمعاهدة بألا يفتح المعبر إلا بعد توفر شروط معينة، فإن أي عاقل لابد أن يقارن بين عدم احترام هذا الإلتزام وبين الضرر الذي يلحق بالفلسطينيين في غزة وهو ضرر لا يمكن إصلاحه؛ لأن الشعب فى غزة يتعرض لفصل حديث من فصول الإبادة التي تمارسها إسرائيل منذ نشأتها في فلسطين، لأن الإعتبارات الإنسانية تكتسح أى إلتزامات قانونية، وهم يعلمون أن كل الإلتزامات تتضاءل أمام جريمة ترتكب عمداً وبشكل متواتر، ونحن نتفرج عليها كما لو كانت فيلما سينمائياً أو عملأ درامياً أبدعته قريحة فنية.
والواضح أمامنا أن مصر الرسمية ألزمت نفسها بإغلاق المعبر وهى تعرف تماماً النتائج المترتبة على هذا الإغلاق، كما تعرف أن فتح المعبر يفوت على إسرائيل مخطط الإبادة. ولا يجوز التوقف لحظة واحدة أمام بعض السفاهات التى حاول البعض أن يسوقها لتبرير موقف الحكومة المصرية، مثل أن إغلاق المعبر يمثل ضغطاً على حماس حتى تتخلى عن السلطة في غزة، وكان عنوان هذه الحجة ما صرح به البعض من أن مصر لا تسمح بإقامة إمارة إسلامية في غزة، وهي مقولات فاسدة لأن حماس كانت تطالب دائماً رغم اكتساحها الإنتخابات بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وتعمد أبو مازن إفشال هذه الفكرة.
وحتى لو اختار الشعب الفلسطيني أن يقيم إمارة إسلامية فلماذا يقلق هؤلاء من إمارة إسلامية، بينما يمتعون أنظارهم بالإمارة اليهودية الخالصة التي تعوي بالحقد على حدودهم، وما شأن مصر بأن تنهي حماس سيطرتها على غزة وهو جزء من الصراع بين الفلسطينيين، ولكن مصر تضع نفسها في موضع الذي يريد أن يرتب الأوضاع في فلسطين وفقاً لرؤية أبو مازن وإسرائيل، وتعرض نفسها للإتهام بأنها تشارك في إبادة شعب غزة.
والحق أنني لم أفهم يوماً لماذا تتهم مصر الرسمية حماس بالحق والباطل، وهل إغلاق المعبر جزء من سياسة التصدي لحماس وإضعافها، ولماذا تصر مصر على قيادة الحوار الفلسطيني وهي لا تدعي الحياد قلباً وسلوكاً، وما هي مصلحة مصر الوطن حتى تتخذ مصر الرسمية هذا الموقف، الذي لا يتحمله ضمير المصريين أمام الله وأمام التاريخ؟، بل إن كل من يحاول بكسر هذا الحصار يعتبر خارجاً على الوطنية ومتحيزاً لعدو الوطن، في عصر اختلط فيه الذئب بالحمل، والعدو بالصديق، والوطني الحق بالخائن لأبسط مبادئ الوطنية.
وإذا أصر كتاب الصحف الحكومية على أن مصر ملتزمة بإتفاق نوفمبر 2005 وذلك عن جهل منهم، فأنا مستعد أن أبعث لهم فرداً فرداً بنسخة من هذا الإتفاق إذا أعترفوا بجهلهم، تطبيقاً لمقولة علي بن أبى طالب رضي الله عنه: "إذا اعترف الجاهل بجهله فهذا جاهلاً فعلموه" ، ولكن إذا كانوا يشوهون الحقائق لتبرير موقف شائن فهو رتبة من رتب إدعاء العلم وعقوبته عند علي بن أبى طالب رضي الله عنه من حيث أنه جاهل لا يعلم أنه جاهل فهذا أحمق فقوموه، ولقد نذرت نفسي لتقويم هذه الفئة التي تضلل الوعي الوطني وتدعي العلم حتى تزيف ذاكرة الأمة.
ابحثوا معي أيها السادة عن سبب آخر يقنع بأن تجاهل مأساة غزة أولى من المغامرة بإنقاذهم أو عدم المشاركة في إبادتهم.
السفير د. عبدالله الأشعل
بتاريخ 6 - 12 - 2008
المصريون
المصدر: جريدة المصريون
- التصنيف:
عبد الفتاح الزعيم
منذأبو عبد الله
منذأمجد خيري
منذرباني
منذمحمد
منذحسن على السيد
منذ