شـر سـلاح المرء دمـع يريقـه

منذ 2008-12-29

تسعـون عـاما بلاد الله تصــرخ والإسلام أنصاره صم وعميان

يقول الحافظ بن كثير الدمشقي في كتابه الكبير (البداية والنهاية) عن أحداث سنة 492 هـ (1099م) ولما كان ضحى يوم الجمعة لسبع بقين من شعبان من سنة 492هـ، أخذت الفرنج لعنهم الله بيت المقدس شرفه الله، ثم يتحدث المؤرخ الكبير عما فعلوه فيقول: "وقتلوا في وسطه أزيد من ستين ألف قتيل من المسلمين"، ثم يقول: "وذهب الناس على وجوههم هاربين من الشام إلى العراق مستغيثين على الفرنج الى الخليفة والسلطان (الخليفة العباسي المستظهر بالله، والسلطان السلجوقي بركيارق بن ملكشاه)، وكان على رأس من وفد الى بغداد القاضي أبو سعد الهروي، فلما سمع الناس ببغداد هذا الأمر الفظيع هالهم ذلك وتباكوا، وقد نظم أبو سعد الهروي كلاما قرئ في الديوان وعلى المنابر، فارتفع بكاء الناس، وندب الخليفة الفقهاء إلى الخروج في البلاد ليحرضوا الملوك على الجهاد، فخرج ابن عقيل وغير واحد من أعيان الفقهاء فساروا في الناس فلم يفد ذلك شيئا، فـإنا لله وإنا إليه راجعون"، ثم ذكر ابن كثير قصيدة قالها أبو المظفر الأبيوردي نذكر منها:

مـزجنا دمانا بالدمـوع السواجــم
فـلـم يبق منا عـرضـة لـلـمـراجــم

***************
وشـر سـلاح المرء دمـع يريقـه
اذا الحرب شبت نارها بالصوارم

**************
أرى أمتي لا يشرعون الى العـدا
رمـاحهـم والـدين واهـي الدعـائـم

*************
ويجتنبون النار خوفا من الردى
ولا يحـسـبون العار ضـربة لازم


ثم يتحدث المؤرخ الكبير عن أحداث سنة 583هـ (1187م) التي حدثت فيها معركة حطين الخالدة فيقول: "وفي هذه السنة فتح بيت المقدس واستنقاذه من أيدي النصارى بعد أن استحوذوا عليه مدة ثنتين وتسعين سنة". وفي ذلك قال الحسن الجويني البغدادي قصيدة جاء فيها:

تسعـون عـاما بلاد الله تصــرخ
والإسلام أنصاره صم وعميان

**********
فالآن لبى صلاح الدين دعوتهم
بأمــر مــن هـو للمعـوان معــوان


إن ما يحدث اليوم في فلسطين من أحفاد القردة والخنازير عليهم لعنة الله وعلى من يقف معهم ويتعاطف معهم ويفرح لما يحدث لإخواننا في فلسطين ويغمز ويلمز، له شواهد تاريخية كثيرة، ومثلما وقف في تلك الأيام أبو سعد الهروي خطيبا في بغداد والناس يذرفون الدموع، فسوف يقف في القاهرة ودمشق ومراكش والكويت وجبل عامل وطهران، وآه من طهران، خطباء وخطباء وسوف يستعرضون في الفضائيات قدرات حناجرهم الهراء، فما أكثر خطباء هذه الأيام وما أغزر دموع المسلمين، وكما وقف خليفة المسلمين الضعيف عاجزا ومعه السلطان السلجوقي قبل ذلك لما حدث لعشرات الآلاف من المسلمين في بيت المقدس، فماذا تنتظرون اليوم من حكام العرب والمسلمين؟، أما حكام بني يعرب فقد أثبت التاريخ ضعفهم وقلة حيلتهم منذ ان رفعوا شعار يا زمان الأنس في الأندلس ونكسوا راية الله اكبر، ولكن ماذا عن طهران وصواريخها؟.

إن الأوضاع اليوم ليست بأفضل منها في تلك الأيام، ولكن زمان صلاح دين هذا العصر، القائد الموعود، لم يحن بعد، ولا يغرنكم ما تسمعونه اليوم من وعيد وتهديد من عرب الاسلام وعجمه.

بتصرف يسير

د.أحمد يوسف الدعيج








المصدر: الوطن الكويتية
  • 0
  • 0
  • 11,295

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً