هو خيرٌ مني وأنا خيرٌ منه !

منذ 2015-07-27

(هو خيرٌ مني) يقولها بعض الناس عندما يُسأل عن غيره أو عندما يذكر غيره أمامه، وذلك بدوافع نفسية تحكي عن شخصية عظيمة تقية نقية من الغل والحسد، يقول هذه العبارة وقد لا يكون مصيباً فيها (فقد يكون هو خير من المسئول عنه)؛ لكن لما حسن ظنه بإخوانه المسلمين، وتواضع في نفسه أن يرى من صالح أعماله مع كثرتها ما يستحق الذكر، واتهم نفسه أن يكون في أعماله شائبة تقعد به عن منافسة الصالحين والأتقياء؛ أجاب بقوله: (هو خيرٌ مني) والواقع أنه بريٌ من ذلك كله.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(هو خيرٌ مني) يقولها بعض الناس عندما يُسأل عن غيره أو عندما يذكر غيره أمامه، وذلك بدوافع نفسية تحكي عن شخصية عظيمة تقية نقية من الغل والحسد، يقول هذه العبارة وقد لا يكون مصيباً فيها (فقد يكون هو خير من المسئول عنه)؛ لكن لما حسن ظنه بإخوانه المسلمين، وتواضع في نفسه أن يرى من صالح أعماله مع كثرتها ما يستحق الذكر، واتهم نفسه أن يكون في أعماله شائبة تقعد به عن منافسة الصالحين والأتقياء؛ أجاب بقوله: (هو خيرٌ مني) والواقع أنه بريٌ من ذلك كله.
 
(هو خير مني)؛ قالها عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه أحد العشرة المُبشرين بالجنة لما أُحضر له طعام فتذكر غزير نعم الله عليه بعد موت جمع من أصحابه؛ فقال قُتل مصعب بن عمير يوم أحد (وهو خير مني ....).
وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه كلمة في معناها في خطبته يوم ولي الخلافة حيث قال: (أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم). بل هو والله خيرهم.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كلمة في معناها فقال: (أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا) يعني بلال بن رباح رضي الله عنهم أجمعين.
ويكفي في جمال هذه الكلمة (هو خير مني) أنها من مفردات الصالحين والأتقياء.

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام فلاح

ومما يزيد هذه الكلمة جمالاً أنها تربي المسلم على التواضع وحسن الظن بإخوانه وتورثه الاجتهاد الدائم في الطاعات.
أما قول: {أنا خيرٌ منه}  فأول من قالها فيما أعلم إبليس عندما أمره الله أن يسجد لأدم عليه السلام فقال: {أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين}. فكان عاقبة قوله والعياذ بالله الخلود الدائم في عذاب السعير نسأل الله السلامة والعافية.
وقد أخبر الله عن قوم نوح أنهم قالوا كلمة في معناها لنوحٍ فقال تعالى: {قالوا أنومن لك واتبعك الأرذلون}. وأخبر الله عن صاحب الجنة أنه قال كلمة في معناها فقال تعالى: {وكان له ثمرٌ فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً}.
ويكفي في قبح هذه الكلمة أن أول من قالها إبليس؛ ومن قبحها أيضاً أنها عنوان على الغرور والإعجاب بالنفس؛ودليل على سوء الظن بالآخرين، كما أن هذه الكلمة تقعد بصاحبها عن طلب المكرمات فهو يظن أنه خيرٌ من غيره فيورثه ذلك كسلاً عن طلب الخيرات ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أخوكم / مصلح بن زويد العتيبي

  • 4
  • 0
  • 3,720

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً