هل سمعت بديكٍ مثل هذا؟!
فما هذا الديك؟ ما طوله؟ وعرضه؟ ماذا يفعل؟ وأين يوجد؟ وهل يمكن رؤيته والنظر إليه؟!
الحمد لله القادر القاهر، والصلاة والسلام على النبي الصابر، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، واشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فهذا ديكٌ عجيب!
بل هو من أعجب العجب!
يأخذ بالعقل من مكانه، ويطيش بالفؤاد من أركانه، تندهش منه الأبصار، وتحار فيه العقول، وتشرئب إليه الأعناق، وتتشوف لرؤيته الأنظار...
فهو عظيم لأن الذي خلقه عظيم!
وهو عظيم لأنه يقوم بأمر عظيم!
وهو عظيم لأنه ينكر أمرًا عظيمًا!
فما هذا الديك؟ ما طوله؟ وعرضه؟ ماذا يفعل؟ وأين يوجد؟ وهل يمكن رؤيته والنظر إليه؟!
إليك خبره، والتمس -في قلبك- أثره!
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «» (السلسلة الصحيحة؛ برقم: [150]).
هل تأملت ماذا يقول، وبماذا يرد عليه؟!
«»!
هذه المصيبة الرهيبة التي وقع فيها الكثير من الناس عندما اتخذوا اسم الله عرضة لأيمانهم، ولم يحفظوها، وإنما ابتذلوها، وربما وقعوا في الأمر الجلل؛ وهو استخدام اسم الله في الوصول إلى مآربهم الدنيئة، والحصول على أطماعهم الرخيصة، بالأيمان الغموس التي تغمس صاحبها في الإثم ثم تغمسه في النار، وبئس القرار!
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران:77].
عن الأشعث بن قيس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «» (سنن أبي داود؛ برقم:[3244]).
وعن أبي أمامة الحارثي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «». فقال له رجلٌ: "وإن كان شيئًا يسيرًا، يا رسولَ اللهِ؟". قال: «» (صحيح مسلم؛ برقم: [137]).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «» (صحيح البخاري؛ برقم: [2673]).
فسبحانك ربنا، ما أعظمك! وما أجلَّ أسمائك! وما أجمل صفاتك!
وغفرانك اللهم؛ فما أقبح تفريطنا في تعظيمك! وما أقلَّ حيائنا منك!
- التصنيف:
- المصدر: