هل سمعت بديكٍ مثل هذا؟!

منذ 2015-07-31

فما هذا الديك؟ ما طوله؟ وعرضه؟ ماذا يفعل؟ وأين يوجد؟ وهل يمكن رؤيته والنظر إليه؟!

الحمد لله القادر القاهر، والصلاة والسلام على النبي الصابر، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، واشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فهذا ديكٌ عجيب!
بل هو من أعجب العجب!

يأخذ بالعقل من مكانه، ويطيش بالفؤاد من أركانه، تندهش منه الأبصار، وتحار فيه العقول، وتشرئب إليه الأعناق، وتتشوف لرؤيته الأنظار...

فهو عظيم لأن الذي خلقه عظيم!
وهو عظيم لأنه يقوم بأمر عظيم!
وهو عظيم لأنه ينكر أمرًا عظيمًا!

فما هذا الديك؟ ما طوله؟ وعرضه؟ ماذا يفعل؟ وأين يوجد؟ وهل يمكن رؤيته والنظر إليه؟!

إليك خبره، والتمس -في قلبك- أثره!

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ أذِنَ لي أن أحدِّثَ عن ديكٍ قد مرَقت رجلاهُ الأرضَ، وعنقُهُ منثَنٍ تحتَ العرشِ وَهوَ يقولُ: سبحانَكَ ما أعظمَكَ ربَّنا، فيردَّ عليهِ: ما يعلمُ ذلِكَ مَن حلفَ بي كاذبًا» (السلسلة الصحيحة؛ برقم: [150]).

هل تأملت ماذا يقول، وبماذا يرد عليه؟!

«ما يعلمُ ذلِكَ مَن حلفَ بي كاذبًا»! 

هذه المصيبة الرهيبة التي وقع فيها الكثير من الناس عندما اتخذوا اسم الله عرضة لأيمانهم، ولم يحفظوها، وإنما ابتذلوها، وربما وقعوا في الأمر الجلل؛ وهو استخدام اسم الله في الوصول إلى مآربهم الدنيئة، والحصول على أطماعهم الرخيصة، بالأيمان الغموس التي تغمس صاحبها في الإثم ثم تغمسه في النار، وبئس القرار!

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران:77].

عن الأشعث بن قيس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقتطعُ أحدٌ مالًا بيمينٍ؛ إلا لقِيَ اللهَ وهو أجذمٌ» (سنن أبي داود؛ برقم:[3244]).

وعن أبي أمامة الحارثي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتطع حقَّ امرئٍ مسلمٍ بيمينِه، فقد أوجب اللهُ له النارَ وحرم عليه الجنةَ». فقال له رجلٌ: "وإن كان شيئًا يسيرًا، يا رسولَ اللهِ؟". قال: «وإن قضيبًا من أراكٍ» (صحيح مسلم؛ برقم: [137]).

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حَلَفَ على يمينٍ لِيقْتَطِعَ بها مالًا، لَقِي اللهَ وهو عليه غضبانُ» (صحيح البخاري؛ برقم: [2673]).


فسبحانك ربنا، ما أعظمك! وما أجلَّ أسمائك! وما أجمل صفاتك! 
وغفرانك اللهم؛ فما أقبح تفريطنا في تعظيمك! وما أقلَّ حيائنا منك!

عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

مدير فرع لجنة العفو واصلاح ذات البين - بجدة .

  • 1
  • 0
  • 16,163

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً