مع القرآن - العمل لا الجدال طريق أهل الله

منذ 2015-08-03

مع كثرة المجادلات والمراء وتعقد الأمور، فالكل يدعي أنه أهل حق والكل يدعي أنه الأصوب، حتى تعدى المرض لأهل الحق الصافي أنفسهم فانقسموا وكلهم يدعي أنه إلى الله أقرب، وقد حسم القرآن كل هذا الجدال وأحال الأحقية والأقرب إلى الله بالأفضل عملاً والاكثر إخلاصًا..

مع كثرة المجادلات والمراء وتعقد الأمور، فالكل يدعي أنه أهل حق والكل يدعي أنه الأصوب، حتى تعدى المرض لأهل الحق الصافي أنفسهم فانقسموا وكلهم يدعي أنه إلى الله أقرب.

وقد حسم القرآن كل هذا الجدال وأحال الأحقية والأقرب إلى الله بالأفضل عملاً والاكثر إخلاصاً، وهنا ولا بد سيتوقف أهل الحق عن المراء ليتفرغوا للعمل، وسيكمل أهل النفاق جدالهم لأنهم ليس لهم في العمل الخالص من نصيب.

لذا: لو كنت من أهل الله فعلاً فتفرغ للعمل وأخلص لله ودع عنك الجدال والمراء ولا تلتفت لأهله.
{قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ} [البقرة:139].

قال العلامة السعدي:
"المحاجة هي: المجادلة بين اثنين فأكثر، تتعلق بالمسائل الخلافية حتى يكون كل من الخصمين يريد نصرة قوله، وإبطال قول خصمه، فكل واحد منهما يجتهد في إقامة الحجة على ذلك، والمطلوب منها أن تكون بالتي هي أحسن بأقرب طريق يرد الضال إلى الحق، ويقيم الحجة على المعاند، ويوضح الحق، ويبين الباطل، فإن خرجت عن هذه الأمور، كانت مماراة، ومخاصمة لا خير فيها..

وأحدثت من الشر ما أحدثت، فكان أهل الكتاب يزعمون أنهم أولى بالله من المسلمين، وهذا مجرد دعوى تفتقر إلى برهان ودليل، فإذا كان رب الجميع واحدًا، ليس ربا لكم دوننا، وكل منا ومنكم له عمله، فاستوينا نحن وإياكم بذلك. 

فهذا لا يوجب أن يكون أحد الفريقين أولى بالله من غيره؛ لأن التفريق مع الاشتراك في الشيء من غير فرق مؤثر دعوى باطلة، وتفريق بين متماثلين، ومكابرة ظاهرة. 

وإنما يحصل التفضيل بإخلاص الأعمال الصالحة لله وحده، وهذه الحالة وصف المؤمنين وحدهم، فتعين أنهم أولى بالله من غيرهم؛ لأن الإخلاص هو الطريق إلى الخلاص، فهذا هو الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، بالأوصاف الحقيقية التي يسلمها أهل العقول، ولا ينازع فيها إلا كل مكابر جهول، ففي هذه الآية، إرشاد لطيف لطريق المحاجة، وأن الأمور مبنية على الجمع بين المتماثلين، والفرق بين المختلفين".

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 961
المقال السابق
اصطبغ بصبغة الله
المقال التالي
أنت وقبلك كل الأنبياء وأتباعهم على الإسلام

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً