مع القرآن - {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ}

منذ 2015-08-09

اثبت فإنك على الحق ولا تلتفت

لا تغتر ولا تفزع لتصرفاتهم، فهم يعرفون الحق من الباطل كما يميزون الليل عن النهار، فلما غلب الهوى قلوبهم وأعماهم تعصبهم كتموا الحق وجحدوه ثم حاربوه.

والخلاصة: اثبت فإنك على الحق ولا تلتفت.

اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك.

قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ . الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة:146-147].

قال العلامة السعدي رحمه الله:
"يخبر تعالى: أن أهل الكتاب قد تقرر عندهم وعرفوا أن محمدًا رسول الله، وأن ما جاء به حق وصدق، وتيقنوا ذلك كما تيقنوا أبناءهم بحيث لا يشتبهون عليهم بغيرهم، فمعرفتهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وصلت إلى حد لا يشكون فيه ولا يمترون، ولكن فريقا منهم -وهم أكثرهم- الذين كفروا به، كتموا هذه الشهادة مع تيقنها وهم يعلمون {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللهِ} [البقرة من الآية:140] وفي ضمن ذلك، تسلية للرسول والمؤمنين، وتحذير له من شرهم وشبههم، وفريق منهم لم يكتموا الحق وهم يعلمون، فمنهم من آمن (به) ومنهم من كفر (به) جهلًا فالعالم عليه إظهار الحق، وتبيينه وتزيينه بكل ما يقدر عليه من عبارة وبرهان ومثال، وغير ذلك، وإبطال الباطل وتمييزه عن الحق وتشيينه وتقبيحه للنفوس بكل طريق مؤد لذلك، فهولاء الكاتمون عكسوا الأمر فانعكست أحوالهم.

{الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ} أي: هذا الحق الذي هو أحق أن يسمى حقًا من كل شيء لما اشتمل عليه من المطالب العالية، والأوامر الحسنة، وتزكية النفوس وحثها على تحصيل مصالحها، ودفع مفاسدها، لصدوره من ربك، الذي من جملة تربيته لك أن أنزل عليك هذا القرآن الذي فيه تربية العقول والنفوس، وجميع المصالح".

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 1,513
المقال السابق
ديدن السفهاء
المقال التالي
وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً