كيف تنجح الشراكة بين شريكين؟

منذ 2015-08-15

كم من شريكين بدأ رحلة التجارة والاستثمار وكل واحد منهما يحمل لصاحبه الحب والمودة، والصفاء والنقاء، قد وثق به كنفسه، فكانت هذه الشراكة سبب للعداوة والبغضاء والنفرة والعداء، ففرق بينهما الشيطان وأعوان الشيطان، فكانت الحالقة الماحقة التي شتّت الشمل وفرّقت الجمع.

ما مِن شريكين يعقدان عقد شراكة بينهما إلا وهما يرغبان في نجاح تلك الشراكة، فيغنمان خيرها، ويقطفان ثمرتها، ويجنيان أثرها، فالواحد منهما يرغب في شراكة صاحبة لأنه يري ذلك قوةً له، ودعمًا لنشاطه، وسببًا في نجاحه، وهو عاجز عن أن يقوم بالعمل بمفرده، ولذلك فهو يلتفت لغيره ممن يثق به وبأمانته، ويأمن بوائقه وخيانته، ويأمل أن ينجح معه، ويتمنى أن يكون ذلك سببًا في نجاحه وفلاحه.

ويأتي العجب -أوجع ما يكون- من أحد الشريكين أو كليهما:

ما السبب في عدم نجاح هذه الشراكة -إن هي أخفقت؟!-.

لقد بذلنا لها كل أسباب نجاحها، فلم تعثرت خطاها؟ ما الخطأ الذي وقع؟ وما الخلل الذي حصل؟!

لقد كانت شركة مباركة، فما الذي أفقدها تلك البركة؟ كنا نربح فإذا بنا نخسر، وكنا نكسب فإذا بنا نتأخر، وكنا نتقارب فإذا بنا نتباعد!

والمُتأمِّل للسبب في ذلك العطب؛ أن أحدهما أو كليهما خان صاحبه أو كاد، فأوقع الله عملها في الكساد، لما وقع بينهما من فساد.

وكم من شريكين بدأ رحلة التجارة والاستثمار وكل واحد منهما يحمل لصاحبه الحب والمودة، والصفاء والنقاء، قد وثق به كنفسه، فكانت هذه الشراكة سبب للعداوة والبغضاء والنفرة والعداء، ففرق بينهما الشيطان وأعوان الشيطان، فكانت الحالقة الماحقة التي شتّت الشمل وفرّقت الجمع، وخصوصًا إذا كانت الشراكة على غير عدل أو لم تُكتب بنودها، ولم تُوضح تفاصيل سيرها، ولم تُسجَّل حقوق كل واحد منهما، فكانت هذه الأمور العالقة كالسوس المدسوس في بطن الشركة سبب لنزع البركة، ومع مرور الأيام وتعاقب السنين، وإذا بالفجوة تكبر، والخلاف يشتد، والنقاش يحتد، وبدأت ثمرة الطلح تخرج أشواكها من أكمامها، لتدمي قلبيهما، وتؤذي عقليهما.

فهما مباركان ما صدقا وبرَّا، وأخلصا ونصحا لبعضهما، ونوى كل واحد منهما الخير بصاحبه، ممحوقان ما خانا ودبَّ بينهما الغدر والمكر، والخيانة والكذب، والحسد والحقد، وإليك الدليل على ما أقول من فيِّ الرسول صلى الله عليه وسلم: «... فإن صدقا وبينا، بورك لها في بيعهما، وإن كتما، وكذبا، محقت بركة بيعهما» (صحيح البخاري).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقول: أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإذا خانه خرجت من بينهما» (رواه أبو داود).

فليُحاسِب كلّ واحد منهما نفسه، وليعلم أن الناقد بصير، وأن الله بكلّ شيء عليم، فهو الخبير والشهيد، والرقيب، والسميع، والبصير!

 

المصدر: موقع هاجس

عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

مدير فرع لجنة العفو واصلاح ذات البين - بجدة .

  • 5
  • 1
  • 29,258

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً