في حوار مع " وحدة الاستشهاديين" بقسام الزيتون

منذ 2009-02-01

في مكان ما في حي الزيتون، وبعد ترتيبات معقدة، تمكنا من مقابلة مجموعة من مقاتلي الجبهة الأمامية لكتائب القسام في حي الزيتون ، والذي تقدر مساحته بستة كيلومترات، أي ما يقارب نصف مدينة غزة، وقد كان أول منطقة وطئتها قوات الاحتلال في الحرب البرية على قطاع غزة، و منه خرج آخر جندي في ذات الحرب

كان لقاءً مختلفاً، بحضور أكثر من ستة مقاتلين من كتائب القسام، من وحدة الاستشهاديين، وهي الوحدة القسامية التي تتقدم المقاتلين في الصفوف الأولى لزرع العبوات ومجابهة القوات الخاصة والاشتباك معها، ويعود هذا الاسم لأن كل من فيها تكون حياته أقرب للاستشهاد من العودة حياً بعد المعركة ..

وجوه يعلو محياها الابتسام بشكل دائم، وتتخلل الجلسة معهم الكثير من الحكايات التي لا تكاد تصدق ، مزاح يتبادلونه مع بعضهم عن ذكريات الحرب لا يمكن أن يفهمه سواهم، تمتمات وغمزات وألفاظ تبادلوها في لحظات الانفجارات ووقت إطلاق الصواريخ، وفي لحظات الاشتباك مع القوات الخاصة، وكانت كثيرة في أوقات لم يتمكنوا من الخروج لمدة أربعة أيام، بعد حصار دبابات الاحتلال لمكانهم من كل الجهات، تمكنوا بعدها من الخروج من تلك المنطقة بسلام.

بدأت معهم ليحدثونا عن اللحظات الأولى لدخول قوات الاحتلال حي الزيتون فيما عرف بالحرب البرية، فقال أحدهم: "بدأت ساعة الصفر بعد تلقي وحدة الرصد القسامية إشارات لحشود وعدد من الآليات تقترب من المناطق الحدودية للقطاع، وبدأت حالة الاستنفار للمقاتلين كل في موقعه، وبدأ مقاتلان بوضع اللمسات الأخيرة على زراعة عبوتين، وفي تلك اللحظات دخلت الدبابات وأطلقت نيران مدفعياتها بكثافة، وبعد انسحاب المجاهدين بسلام لم تنفجر إحدى العبوات لخلل في الدائرة الكهربية فعاد أحدهم زحفاً" وهنا قاطعه زميله: "حيث كانت هنا معية الله فلم تكن إلا أمتار قليلة تفصله عن الدبابات أي باللغة العسكرية "مسافة صفر" فجاءت سحابة في السماء رافقت المجاهد لتصليح الخلل واختفت بعد تأدية المهمة بنجاح" وأضاف آخر: "كانت اللحظات الأولى حاسمة جداً، وذلك بعد الاشتباك مع القوة الخاصة التي يقدر عدد القوة الواحدة منها بـ 100_130 جندي "إسرائيلي" وكانت النتيجة أن يقتل العقيد آفي عفرائيل قائد لواء جولاني -الذي قاد معركة بنت جبيل في لبنان- و7 من جنوده ليكون عدد القتلى "الإسرائيليين" المتأكدين من قتلهم 11 جندياً في الساعات الأولى للمعركة، والتي ارتكبت على إثرها قوات الاحتلال "الإسرائيلية" مجزرة عائلة السموني لإرضاء نفسية جنودها الذين هزموا نفسياً وقتالياً في اللحظات الأولى للمعركة، كما جرت عادتهم أن يرتكبوا المجازر ضد المدنيين عند سقوط قتلى من جنودهم".



ويصف أحد المجاهدين نفسية الجنود "الإسرائيليين" قائلاً: "الجندي "الإسرائيلي" جبان لدرجة لم نكن نتوقعها؛ فرغم أنهم اتبعوا سياسة الأرض المحروقة فهم لا يدخلون منطقة إلا بعد أن يتم مسحها بالطيران والمدفعية، إلا أن مجرد تحرك الهواء كان يصيب الجنود بالارتباك، وتبدأ الدبابات بضرب النيران في كل مكان وتتراجع إلى الخلف، رغم أن الجنود مجهزين بالعدة والعتاد العسكري، كما حرص قادتهم على تجهيزهم نفسياً وزودوهم ببعض الكتب الدينية إلا أنهم جنود مهزومين أصلاً.

وعن نفسية جنود القسام يقول أحدهم: "نحن كنا مختلفين لأننا كنا مقبلين على الشهادة ونخشى من العودة بأرواحنا، ورغم قلة الإمكانات إلا أنني لا أبالغ إن قلت إن أسعد أيامي ولحظاتي تلك التي عشتها خلال هذه الحرب، فقد كانت معنوياتنا مرتفعة جداً، كنا نصوم دوماً، ونصلي قيام الليل جماعة، ونحن نرتدي الأحزمة الناسفة في بعض الأحيان"، ويضيف آخر ضاحكًا: "لحظات جميلة لاتمحى من الذاكرة، كنا نتبادل المزاح والضحك حتى ترتفع أصواتنا من شدة "ما أتحفنا به الشباب".

وعن كيفية تعامل هؤلاء المقاتلين عند استشهاد زملائهم في المعركة أجاب أحدهم: "كل شهيد كان يزيدنا قوة وإصراراً على القتال، وعند استشهاد أي أخ فإن مقاتلاً آخر يتسلم مكانه تلقائياً" ويضيف آخر: "في حي الزيتون لم يستشهد أي من مجاهدي القسام أثناء الاشتباكات المسلحة، وجميع من استشهد كان في القصف الصاروخي" ويردف قائلاً بثقة: " كنا لاشك سنصمد لآخر جندي في جيش القسام"

أما أهالي غزة فكان لهم وقفة معهم، كما يقول أحدهم: " كان الناس حريصين على المقاومة ومتعاونين معنا، فكانوا يعاملوننا كأبنائهم، وقدا ستخدمنا منازلهم ولباسهم، وأطعمونا من أكلهم وشربهم، ولم نجد منهم أي تأفف، حتى إن أحد أصحاب المنازل دخل علينا ونحن في عمارة له، و كنا قد فجرنا أبوابها واستخدمناها، وهو لا يمت لنا بصلة من قريب أو بعيد، دخل ونحن ننتظر منه مشاعر الغضب والصراخ، فإذا به يقول:" طمنوني يا شباب كيف أنتم؟ أهم شيء سلامتكم، الدار كلها فداكم" وأشار إلى منطقة وأخبرنا أن فيها طعام لنأخذ منه متى شئنا" وهذا حال الجميع، فالشعب احتضن المقاومة ولولاه لما انتصرنا، لقد كان الدرع الواقي لنا"

وحول الدروس التي اكتسبوها من هذه الحرب قال أحدهم: "كيفية التعامل مع العدو ومعرفة تكتيكاته وتحركاته، واكتساب خبرات قتالية"، وأضاف آخر: "عرفنا من معنا ومن ضدنا"، سألته: ومن معكم ومن ضدكم؟ فأجاب: "معنا الله، ثم الشعب الذي احتضننا وضحى معنا وساند المقاومة على مدار الساعة، ومعنا الشعوب العربية وبعض الشعوب الأجنبية الحرة، وضدنا كان الصف الخائن والمتخاذل بكل أطيافه من داخل فلسطين و خارجها" ،وقال آخر :" كانوا يعتقدون أن حماس مليون ونصف في غزة لم يعرفوا أن حماس بعد الحرب أصبحت مليار ونصف في العالم
آخر تساؤل وجهته لهم: "هل أنتم مستعدون لحرب قادمة"؟ فكان الجواب قاطعاً: "نحن اليوم عرفنا قوة إسرائيل بعد أن استخدموا الحد الأقصى لها، وغالبية ترسانتهم الحربية، ولم يتبق -كما قال أحد قادتهم إلا القنبلة الذرية- ورغم ذلك انتصرنا عليهم و صمدنا 23 يوماً، في حين لم تصمد جيوش عربية ستة أيام في مساحة تبلغ 400 ضعف مساحة قطاع غزة"

فداء المدهون - الجزيرة توك - غزة
المصدر: الجزيرة توك
  • 11
  • 0
  • 8,391
  • مقصر يرجوا الشهادة

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجني هذا الايمان القوي وصمود الرجال [[لم يعجبني:]] تخادلي و تقصيري نحو اخوتي وتاج راسي
  • ابو مروان المصرلى

      منذ
    [[أعجبني:]] احسست اننا مازلنا رجال
  • ابو مروان المصرلى

      منذ
    [[أعجبني:]] لقد حان وقت الصدق يا ابناء القسام يا ابناء الصف الاول فى المساجد يا حفظة كتاب الله
  • ابو احمد

      منذ
    [[أعجبني:]] رفعت الروح الى اعلى عليين
  • عبد القيوم

      منذ
    [[أعجبني:]] بسم الله الرحمان الرحيم كل شيء جيد و أعجبني أولا شكرا للأخ كاتب المقال لحرصه على ايصال الرسالة للجميع و صراحة عندما قرأت المقال ارتفعت معنوياتي فجأة و احسست بالسعادة البالغة و لا أعرف كيف أصف مشاعري و شكرا للمقاومة التي رفعت رؤوسنا عاليا و تحياتي للجميع عبارة أعجبتني كثيرا:" كانوا يعتقدون أن حماس مليون ونصف في غزة لم يعرفوا أن حماس بعد الحرب أصبحت مليار ونصف في العالم "
  • ابو خالد

      منذ
    [[أعجبني:]] ان الله عز وجل ناصر جنده لقوله تعالى(وكان حقا علينا نصر المؤمنين )فهؤلاء الشباب المؤمنون هم شرف الامة وعزها وكم اتمنى ان اكون معهم انا وولداى خالد وعمر فالنبى صلى الله عليه وسلم هو القائل من لم يغزو ولم تحدثه نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق فنسأل الله جل وعلا ان ينصر المجاهدين فى كل مكان ويثبت اقدامهم اللهم آمين
  • الدسوقى

      منذ
    [[أعجبني:]] الموضوع كله جميل ولا أجد ما أعبر به عن إعجابى بالمقال
  • صفاء

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبتنى روح المقاومة والامل والثقة والقبول على الشهادة واتمنى من الله ان اكون مكانهم وان يرزقنى الشهادة حتى التقى بهؤلاء الابطال الششجعان واتمنى ان يرزقنى الله زوجا مجاهدا مثلهم [[لم يعجبني:]] لا يعجبنى موقف الحكام العرب
  • جمال الدين

      منذ
    [[أعجبني:]] الحمد لله الدي نصر عبده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا على النصر كم من فئة قليلة يغلبون فئة كبيرة بادن الله النصر للمقاومة.
  • ابو عبد الله

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبني صراحة ابناء كتائب الشهيد عز الدين الاسلام الذين هم امتداد لجماعة الاخوان المسلمين التي باذن الله حملت وستحمل هم الدين لرفع لواء لا اله الا الله [[لم يعجبني:]] اعجبني كل المقال

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً